قال نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، أنتوني هولمز، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر إلى الجزائر كدولة محورية مؤثرة في المنطقة، تجمعهما مصالح مشتركة كثيرة تستدعي ترقية التعاون بينهما، موضحا أن نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبر منطقة الساحل أصبح أولوية قصوى لسلطات البلدين ودافعا قويا لتوثيق العلاقة دون تدخل عسكري، من خلال العمل مع حكومات دول المنطقة لبسط الأمن والاستقرار. وقال أمس المسؤول عن الأنشطة المدنية ونائب قيادة "أفريكوم"، في حوار لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الملف الأمني طغى على زيارة قائد "أفريكوم" الجنرال وليام وارد، للجزائر في المدة الأخيرة، بهدف تبادل الآراء والاستماع إلى الانشغالات والأولويات لترقية التعاون والتنسيق، معتبرا ملف القاعدة في المغرب الإسلامي انشغالا مشتركا لسلطات البلدين. وحول قضية دفع الفدية لتنظيم دروكدال لتحرير المختطفين الغربيين، رد نائب قائد "أفريكوم"، أنتوني هولمز، بأن واشنطن تعمل على عزل التنظيمات الإرهابية وحرمانها من مصادر التمويل، وقال إن إدارة باراك أوباما تدين، وبشدة، جميع عمليات الاختطاف التي يتبناها تنظيم دروكدال في منطقة الساحل للحصول على فدية وتمويل نشاطه، داعيا المجموعة الدولية والإقليمية إلى تكثيف جهودها لمنع عمليات الاختطاف ومحاربة الإرهاب في الساحل. وأوضح المسؤول الأمريكي أن التدخل الأمريكي العسكري في منطقة الساحل غير مطروح في أروقة البنتاغون، قائلا "لا نقوم بتدخل مباشر مثل القيام بغارات أو عمليات عسكرية"، مضيفا أن قيادة "أفريكوم" تقوم بمساعدة جيوش دول منطقة الساحل وتطويرها من جهة، والعمل والتنسيق مع الحكومات من جهة أخرى، لإيجاد حل يساهم في بسط الأمن، معبرا عن التخوف الذي تبديه الولاياتالمتحدة من انتقال الجماعات السلفية من الوعظ إلى جزء من تنظيم القاعدة الإرهابي، خاصة مع عمليات الاختطاف. واعترف المتحدث بقدرة الجزائر على عزل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وإبعاده عن الناس. وكشف أنتوني هولمز عن رغبة دول إفريقية كثيرة في استضافة قاعدة "أفريكوم" دون ذكرها، وقال "اتخذنا قرارا بالبقاء في ألمانيا إلى أجل غير مسمى، بعد الجدل الكبير الذي صاحب الموضوع"، معبرا عن ارتكاب واشنطن لما أسماه "خطأ" لأنها ناقشت أمرا ليست بحاجة إليه، وأنه في سنة 2006 طرح هذا الموضوع، وتم الاستماع للدول الإفريقية. وقد رحبت حكومات بالمقترح ورفضت دول أخرى، وأضاف "بعض الدول الإفريقية ستغضب من ذلك، ولا نريد أن نخلق مشكلات بل نريد حلها".