ما إن أطلق الحكم السينغالي صافرة نهاية اللقاء الذي شد أعصاب الجزائريين لما يفوق 90 دقيقة، حتى اهتزت الشوارع الجزائرية عبر ال 48 ولاية، حيث كان أول مظهر احتفالي هو زغاريد النساء التي كسرت الصمت المطبق الذي كان في اللحظات الأخيرة للقاء، و تمتلئ الشرفات والنوافذ بمن استعجلوا إعلان الفرح لتبدأ الشوارع بالامتلاء بالمارة والسيارات التي علت أصوات أبواقها مع إطلاق الشماريخ التي أضاءت سماء الليلة النوفمبرية الباردة والممطرة في معظم أنحاء الوطن. ومع مرور الدقائق عقب المباراة ازدادت الشوارع تجمهرا بالمحتفلين الحاملين للرايات الوطنية وشعارات المنتخب. وبدأت مظاهر الاحتفال تتعدد وتتنوع حيث عرفت بعض نواحي البلاد إطلاق البارود الذي دوى بصوته القوي تعبيرا عن الفرحة التي غمرت قلوب كل الجزائريين. ولم تحل الأحوال الجوية الممطرة والباردة جدا في بعض الولايات من خروج عدد كبير من الجزائريين الى الشوارع والساحات، حيث أبوا إلا أن يطبعوا الليلة بأغانيهم وأهازيجهم التي دوت بشكل كبير. ولم تشمل الفرحة العارمة التي عمت شوارع مناطق الوطن فئة معينة، حيث امتدت الى مختلف الشرائح العمرية، صغارا و كبارا رجالا و نساء، أخرجتهم فرحة التأهل من روتين الشتاء الذي تندر فيه الحركة ليلا، كيف لا والحلم المونديالي الذي لطالما كان هدفهم المنشود تحول الى حقيقة يفخر بها الجزائريون أمام العالم وخاصة العرب الذين يمثلونهم لوحدهم في مونديال الساحرة المستديرة.