جزائريون يحتفلون بفوز الرئيس أطلقت مداومات حملة الفائز بعهدة ثالثة بأغلبية ساحقة العنان للأفراح وأهازيج التتويج الإنتخابي ساعات قبل إعلان النتائج النهائية للرئاسيات، حيث أحيا مساندو بوتفليقة ليلتي نهاية الأسبوع بمواكب الإنتصار التاريخي التي جابت أحياء مختلف المدن الجزائرية وإن افتكت العاصمة الأجواء الأكثر بهجة فإن جاليتنا الجزائرية في الخارج أشعلت لهيب الفرح بعواصم العالم ليسمع سكان المعمورة بأسرها بالعرس الديمقراطي في الجزائر. * بعد ليلة بيضاء في أغلب شوارع الجزائر أضاءتها شٌعل المساندين لبوتفليقة إثر أدائهم لواجبهم الإنتخابي على أكمل وجه في مراكز الإقتراع التف الجزائريون وفي مقدمتهم أعضاء مدوامات صاحب مشروع "جزائر قوية وآمنة" حول شاشات التلفزيون في انتظار ندوة وزير الداخلية يزيد زرهوني للإعلان الرسمي عن النتائج النهائية للإنتحابات الرئاسية ل 9 أفريل 2009 وإن كانت النتائج الأولية لعملية الفرز أعطت ملامح الرسم البياني لللنتائح وضاعفت مستوى نشوة البهجة والفرحة التي صنعتها نسبة المشاركة وقد تجاوزت ال74 بالمائة. * * سلال وطاقمه.. علامات الفرح تمحو ملامح التعب * أجواء مديرية حملة الرئيس المنتخب للمرة الثالثة على التوالي صبيحة أمس صنعها طعم النجاح المرتقب والممزوج بمذاق السوسبانس الذي بدأ يضمحل بتقدم عقارب الساعة نحو العاشرة تماما، زمن إلتحاق عبد المالك سلال مدير حملة المترشح الفائز بمقر المديرية في حيدرة، وليحي سلال الحضور بعبارات الواثق من النصر الكاسح رغم ملامح التعب التي خلفتها ثلاثة أسابيع كاملة من الحملة الإنتخابية قبل أن يدخل مكتبه ليقوم بجولة من الإتصالات الأخيرة، ونتوجه بدورنا في حدود الساعة العاشرة والنصف لمواصلة جولتنا في أحياء العاصمة الراقية والشعبية لنجس نبض اللحظات الأخيرة من عمر رئاسيات صنعت الحدث وترسم مستقبل الجزائريين لخماسية قادمة في كنف مشاريع بوتفليقة التنموية الواعدة الطموحة. * * لحظات قبيل إعلان النتائج.. السوسبانس يجتاح الأحياء الشعبية والراقية * وفي جولة خاطقة قادتنا لأحياء حيدرة والأبيار وصولا إلى بلكور وحسين داي مرورا بباب الواد وساحات الجزائر الوسطى، لمسنا الإهتمام الشعبي للحدث الإنتخابي، فبعد أن أكدت نسبة المشاركة القياسية وعي الجزائريين بمصير البلاد ومدى نضجهم الديمقراطي والسياسي عزز خلو شوارع العاصمة من مرتاديها وقاطنيها الذين تسمروا أمام شاشات النلفزيون، واشرأبت أعناقهم لندوة زرهوني التي تأخرت إلى تمام الحادية عشرة والنصف، ما أدى بالبعض أن نفد صبره لإطلاق زغاريد الفرح من شرفات مباني العاصمة استباقا لموعد إعلان النتيجة الحاسمة، واستشرافا لفوز تنبأت بها النتائج الأولية لعملية الفرز، ما زود بعض العائلات الجزائرية بشحنة من الإبتهاج لتصل ليلة الخميس بنهار الحمعة وهي تجوب الشوارع والأحياء مهللة ومدوية بمنبهات السيارات وانغام الزرنة قبل أن ينطق زرهوني بإختيار الشعب. * * خلية الإتصال.. أفراح قبل الموعد * ولحظات قبل أن يربط التلفزيون الجزائري اتصاله بقاعة المؤتمرات لفندق الأوراسي، عدنا أدراجنا لنشارك الصحفيين وطاقم خلية الإتصال لمدوامة بوتفليقة في مقرها الكائن بوادي حيدرة الدقائق الحقيقية التي لا يعلو فيها صوت على صوت الصندوق ولنجد في استقبالنا ابتسامات المنتصرين الفاتحين الواثقين، حيث تسربت بعض المعلومات إلى خلية الإتصال تؤكد فوز بوتفليقة في الرئاسيات بنسبة تجاوزت ال90 بالمائة ما أحدث حالة أشبه ب"زلزال" من الفرح والصيحات، متبوعا بارتدادات الزغاريد والتبريكات، لتؤكد تصريحات وزير الداخلية على المباشر بأرقام وإحصائيات دامغة ورسوم وتوضيحات بيانية تُظهر فارس الجزائر يتقدم بخطى ثابتة من قصر المرادية ليدخله من جديد ومن بابه الواسع مكللا بإجماغ شعبي وهو من صاح في الجموع ب"نحب كتافي سخونين" ومتوج بأكليل تعلوه نسبة 90.24 ليعتلي كرسي ليس ب"راشي" * * مهرجان الفرحة متواصل.. وشعلة الإنتصار لن تنطفئ * بيان زرهوني كان بمثابة إطلاقة الطلقة الأولى لمهرجان الفرحة والنصر الذي عمّ ربوع الوطن، حيث خرج الجزائريون شبابا وشيبا، رجالا ونساء في مواكب احتفالية تسبقها أهازيج الزرناجية وأصحاب البارود وفتية القرقابو وشباب الساكسو ولتثير فرق الخيالة في بوادي الجزائر وقراها شرارات الإنتصار برئيس إختاره الجزائريون بعد أن أسمعوا صوتهم للعالم بأكمله، وأكدوا أن صوت انتخاب الجزائر يعلو فوق كل الأصوات ولا يعلو فوقه إلا حب الله. * ومن شوارع الرغاية ورويبة والدار البيضاء إلى أحياء الحراش وحسين داي والقبة مرورا بأزقة بلكور والعقيبة والقصبة وصولا إلى ساحات "ول ماي" و"أودان" و"الأمير عبد القادر"، والرابطة بين أهم وأكبر شوارع العاصمة والتي ضاقت بالمحتفلين والمبتهجين بالنصر التاريخي أشعل العاصميون مهرجان الفرحة الذي أكدوا أنه سيتواصل لأيام وليال كما تنير شُعل الإنتصار مدن وقرى الجزائر من مغنية إلى تبسة ومن أعالي جبال جرجرة إلى أعماق صحراء الجزائر الكبرى، والكل يستجيب لصيحة بوتفليقة "خلي البارود يضرب".