أعربت جمعية الحكيم ''ابن سينا'' للدفاع عن حقوق المرضى، بغليزان، عن بالغ قلقها إزاء استفحال ظاهرة الختان التقليدي على مستوى الولاية لاسيما في المناطق التي تفتقر إلى وجود هياكل صحية. وحسب بيان الجمعية ذاتها تلقت ''البلاد'' نسخة منه، فإنها سجلت حالات بالجملة لعمليات الختان التقليدي في ظل لجوء العائلات إلى سلوك هذه الظاهرة كون فاتورتها لا تتجاوز سقف 1500 دج. في الوقت الذي تجاهلت فيه العائلات خطورة الختان التقليدي وما ينجر عنه من أمراض مزمنة كما هو الحال لوباء فقر الدم الذي يهدد أرواح البراءة في بعض مناطق الولاية حسب المعاينات الميدانية التي قامت بها الجمعية التي لم تكتف بهذا الحد، بل أكدت أن الظاهرة باتت أكثر خطورة وتعقيدا أمام بروز أشخاص غرباء عن قطاع الصحة، على حد تعبير الجمعية، صاروا يعبثون بهؤلاء الأطفال مقابل دراهم معدودات، والأخطر من ذلك هو دخول فئة شبه الطبيين في خط واحد مع ''قناصي الفرص''، ممن يعتقدون أنفسهم أنهم أصحاب ''موهبة في الختان''. ووجهت جمعية الحكيم ''ابن سينا'' أصابع الاتهام إلى شبه الطبيين الذين يقومون بختان البراءة في غياب واضح لرخص شرعية تسمح لهم بالقيام بهذه المهمة التي صارت حكرا على أشخاص غرباء عن عالم الصحة، حيث يقومون بختان أكثر من 5 أطفال قبل منتصف النهار، وهو الوضع الذي وقفت عليه الجمعية التي حذرت في رسالة وجهتها إلى المصالح الرسمية من مغبة التساهل مع الغرباء الذين حولوا أجساد البراءة إلى حقل تجارب مقابل جمع أموال طائلة لا سيما في فصل الصيف حيث يكثر الطلب عليهم من قبل عائلات الريف وحتى داخل المدن الكبرى للولاية ذاتها. وفي السياق نفسه، قال رئيس الجمعية إن هذه الأيام تشهد تزايدا ملحوظا على ظاهرة الختان التقليدي، ما يتحتم على الجهات الوصية التدخل لإنقاذ البراءة من ''مخالب الانتهازيين'' ممن حولوا ''إنسانية الأطفال'' الى سجلات تجارية، الأمر الذي دفع بأعضاء جمعية الحكيم ''ابن سينا'' إلى مناشدة والي غليزان من أجل توفير جناح العمليات بالمؤسسات الاستشفائية بالولاية لعمليات الختان للتقليل من خطورة الظاهرة مع دعوتهم إلى تحسيس العائلات والدفع بها الى إجراء عمليات الختان في المصحات تحت إشراف الأطباء. واختتم بيان الجمعية بالقول إن الأمر بات يتسم بخطورة محدقة بناء على ما سجلته من حالات مرضية جراء ظاهرة الختان التقليدي.