يسعى المغرب الذي صنف مؤخرا كأكبر منتج وممون للعالم بمادة القنب الهندي "الكيف"، لتبرير إنتاجه للمخدرات التي أغرقت الدول المجاورة له في مقدمتها الجزائر، وأوجد بيئة مناسبة لظهور عصابات مافياوية تركز نشاطها على تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الدول المجاورة الإفريقية منها والأوروبية، وتطور الأمر إلى درجة محاولة استهداف اقتصاد الدول التي تربطها بالمغرب علاقات متوترة، عن طريق التأكيد على استعمال نبتة القنب الهندي في مجال الطب باعتبارها أحد المكونات الرئيسية. أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، مصطفى الباكوري، أن حزبه متمسك بمطلبه في تقنين زراعة القنب الهندي "الكيف"، رغم الجدل الدائر حول هذه المسالة، قائلا: "لا يجب السقوط في فخ من يستغل هذا الأمر ضد المغرب في الخارج (في إشارة إلى الدول المجاورة المتضررة من المخدرات المغربية)، وألا يكون هذا الموضوع موضوع مزايدات سياسية"، ومضيفا: "هذا الموضوع يجب أن يُطرح لأنه لم تعد هناك طابوهات في مغرب اليوم. وبرر الباكوري تقنين زراعة المخدرات بالاستعمالات الطبية البديلة التي تدخل هذه النبتة في مكوناتها كما في أوروبا وكندا، قبل أن يستدرك بالقول: "للكيف استعمالات مضرة وستبقى كذلك، ويجب أخذ الحذر في هذا الأمر، لأن الموضوع تتداخل فيه عوامل أمنية وقانونية وصحية واجتماعية". من جانب آخر، لم يبد المتحدث موقفا واضحا من سعي بعض الفرق البرلمانية من الأغلبية والمعارضة، إلى سن قانون يجرّم التطبيع مع إسرائيل، وحاول التمويه بالقول إن إيمان المغاربة بالقضية الفلسطينية يوازي إيمانهم بقضيتهم الوطنية (في إشارة إلى محاولة المغرب ضم الصحراء الغربية إليه)، إلا أن مسألة التطبيع مع إسرائيل يطرح إشكالات عديدة، مبرزا بطريقة غير مباشرة محاولة المغرب إمساك العصا من الوسط. ولم يفوت الباكوري الفرصة للحديث عن الجزائر، قائلا: "بلدنا يعمل على الحفاظ على شعرة معاوية مع الجزائر" في خطوة للتأكيد على حرص المغرب على استمرار العلاقات بين البلدين، كما تطرق إلى العلاقات التي تربط الشعبين والتي لا يجب أن تتأثر بالخلاف السياسي القائم بين الطرفين، قبل أن يجدد تمسك بلاده شعبا وحكومة بالصحراء الغربية كجزء لا يتجزأ من أراضيها.