اتهمت برلمانية مغربية تنتمي لحزب الاستقلال السلطات في مملكة محمد السادس بالتواطؤ في إنتاج القنب الهندي، واعتبرت أن هذه المادة المخدرة تعتبر مصدر عيش أساسي ووحيد في المناطق التي تزرع فيها، وبدلا من المطالبة بحرب دون هوادة للقضاء على هذه السموم المغربية التي تغزو العديد من مناطق العالم وأولها الجزائر، عزفت البرلمانية المغربية على منوال نظام المخزن، داعية إلى ضرورة تقنين زراعة القنب الهندي »الكيف« في المغرب. دعت عضو في البرلمان المغربي إلى الإسراع بتقنين زراعة القنب الهندي في المملكة المغربية باعتبارها أمر واقع، مشددة على أنها تعارض مسألة استعمال القنب الهندي كمخدر، كما لفتت الانتباه إلى أن المتضرر من أي إجراء للتضييق على منتجي المخدرات هم المزارعون الذين قالت أنهم يعيشون في رعب مستمر جراء ورود أسماءهم في مذكرات بحث، واوضحت كنزة الغالي في تصريح تناقله الموقع الاليكتروني المغربي » هسبريس« أن »جل مزارعي الكيف لا يستطعون استخراج البطاقات الوطنية، أو التسجيل في اللوائح الانتخابية، أو استخراج الوثائق الإدارية، وهذا مشكل خطير يجب حله بسرعة«، وأضافت أن السلطات متورطة بشكل مباشر في زراعة المخدرات، فالقنب الهندي، تؤكد عضو البرلمان التي تنتمي إلى حزب الاستقلال، تتم على مرأى و مسمع من السلطات، مؤكدة في نفس السياق أن »المتوفرون على أراض قرب الوادي تتم حرق زراعتهم للتمويه، وهناك تواطؤ لجهات متعددة في هذه الممارسة بدليل أن الزراعة لا تتم داخل البيوت بل في مزارع وعلى مرأى من الجميع«. وواصل البرلماني المغربية دفعاها على مزارعي المخدرات قائلة بأن هؤلاء لا يتوفرون على زراعة بديلة للقنب الهندي بعدما استنزفت أراضيهم على حد تعبيرها، وأوضحت أن »هناك معيقات طبيعية تحول دون نجاعة زراعات بديلة، إضافة إلى قلة الموارد جراء تدخل المضاربين والمتاجرين.. فالفلاحون يبيعون محاصيلهم بمبالغ متدنية لا تكفي لتكاليف الحياة«، داعية إلى ضرورة تقنين زراعة هذه السموم بدعوى استعمالها لأغرض صناعية وطبية »وإنشاء مكتب للكيف على غرار المكتب الوطني للحبوب، وإيجاد حل سريع للمزارعين بكل من كتامة والشاون وتاونات وغيرها، مشددة على رفع شعار باركا ضد هذا المشكل الذي أضحى يؤرق بال العديد من الأسر«. وبحسب البرلمانية المغربية كنزة الغالي فإن السكوت على الموضوع والتعامل معه ك »طابو« لا ينفع، داعية إلى وجوب طرح المسألة للنقاش والبحث عن الحلول، نافية ادعاءات الجهات الرسمية في المملكة التي تتحدث عن وصول نسبة الزراعة للصفر، وردت عليها قائلة: » التقارير التي تتحدث عن وصول نسبة الزراعة للصفر أقول لهم لا يوجد صفر، الكيف في تاونات ودائرة غفساي يعتبر المورد الوحيد لعيش الساكنة، لذلك نطالب بتقنين زراعة القنب الهندي بعيدا عن المزايدات السياسية وغيرها«. وتأتي تصريحات البرلمانية المغربية لتضع حدا للأكاذيب التي يروج لها النظام المغربي والمزاعم التي تقول بأنه يقود حربا دون هوادة ضد زراعة المخدرات في المملكة، فنظام المخزن، كما قالت النائب عن برلمان جلالته، متورط بشكل واضح وصريح في زراعة هذه السموم والترويج لها والاتجار بها، بل ويستعملها من جهة لتخدير الشعب المغربي ومواجهة مشاكل التنمية خصوصا في أرياف المغرب، ومن جهة أخرى في الحرب على الجزائر كما سنرى فيما بعد وبالأرقام. والحديث عن تقنين زراعة المخدرات يشكل مشروعا لنظام المخزن يجمع حول العديد من وسائطه السياسية والجمعوية وحتى الإعلامية، فهي محاولة للاتفاق حول المشكل وتفادي الانتقادات الخارجية التي تتهم المغرب بعدم التحرك أمام تدفق هده السموم التي تهدد الجيران وتصل إلى أوربا واسيا وأمريكا، علما أن تقرير للأمم المتحدة كان قد صنف المغرب الأول عالميا في إنتاج المخدرات.