انتقد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، النقابات التي تحضر لتنظيم احتجاجات، باستغلال تاريخ انعقاد الثلاثية والانتخابات الرئاسية المقبلة، متهما إياها بمحاولة إقحام المدرسة والتلميذ في الصراعات السياسية. ودعا الوزير هذه الأخيرة باعتماد منابر أخرى غير المدرسة للدفاع عن اتجاهاتهم السياسية. وفتح وزير التربية الوطنية النار على نقابات القطاع التي لا تزال تسعى لاستغلال المدرسة لخدمة أغراضها الشخصية والسياسية وقال الوزير، أمس، على هامش الأسئلة الشفهية بمجلس الأمة، إن الأطراف التي تسعى للاحتجاج تسعى لإقحام المدرسة في الصراعات الساسية واضاف قائلا "هذا أمر غير مقبول ومن يحاول أن يدافع عن اتجاه ما فهناك منابر أخرى غير المدرسة"، مشددا على ضرورة إبعاد التلميد عن الصراعات السياسية، وأكد بالمقابل أن الوزارة الوصية تسعى جاهدة من أجل تحسين تمدرس التلاميذ عبر جميع المستويات ولن تقبل أي تشويش على مساعيها. من جهة أخرى، اعترف بابا أحمد بأن نظام الدورة الاستداركية لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي نظام فاشل، مؤكدا أن تجربة تنظيم هذه الدورات لعدة سنوات أثبتت ذلك، وقال الوزير في السياق ذاته، إن جميع التلاميذ الذين انتقلوا الى السنة الأولى من التعليم المتوسط من خلال الدورة الاستدراكية في شهادة التعليم الابتدائي أعادوا السنة. وعن تاريخ الفصل في قرار إلغاء الدورة من عدمه، أردف الوزير قائلا إن الوزارة ستفصل في غضون الأسبوع المقبل في قرار إلغاء الدورة الاستدراكية لشهادة التعليم الابتدائي، حيث تم توجيه استشارة للقواعد العمالية على أن يتم دراسة مقترحات هؤلاء والفصل فيها خلال الأسبوع المقبل. وفيما يتعلق بالتعليم التحضيري، كشف بابا أحمد أن عدد المستفيدين منه لا يفوق 80 بالمائة، مشيرا إلى أن الوصاية تعمل من أجل بلوغ 100 بالمائة في السنوات المقبلة. من جانب آخر، وحول احتجاجات المساعدين التربويين ومقاطعتهم للامتحانات المهنية أمس، أكد الوزير أن الوصاية ستقوم بدراسة ملف هؤلاء، مشيرا إلى أن الوزارة لم تقم إلا بالالتزام بالمحاضر التي تم الاتفاق عليها مع التنسيقية يذكر مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" ونقابة الأسلاك المشتركة وعدة نقابات في القطاع كانت قد هددت بتنظيم يوم احتجاجي مرفوق باعتصامات عبر كامل ولايات الوطن، يوم انعقاد الثلاثية المقررة الشهر الجاري. النقابات ترد: احتجاجاتنا شرعية ولا علاقة لها بالسياسة من جهتها ردت نقابات القطاع على اتهامات الوزير، حيث أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" مزيان مريان، أن نضال النقابات لم يبدأ في 2013، وإنما منذ التسعينيات، وهو ما يؤكد أن النقابات لم تستغل المدرسة ولا التلاميذ لتحقيق مطالبها، ولم تحاول إقحامها في السياسة، مشيرا إلى أن النقابات تلجأ للاحتجاج خلال المناسبات السياسية لإسماع صوتها بعيدا عن السياسة وهذا لا يعني محاولة تسييس المدرسة. وبرر المتحدث تهديد النقابات بالاحتجاج يوم انعقاد الثلاثية المقررة الشهر الجاري، بأنه رد فعلي على إقصائها من اجتماع الثلاثية وهو نفس ما أكده المكلف بالإعلام على مستوى مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" ايدير عاشور، الذي قال إن الحكومة هي من يقحم المدرسة في الساحة السياسية وليس العكس، مشيرا الى أن إدخالها في السياسة ليس عيبا، خاصة وأن النشاط النقابي مهما كان هو نشاط سياسي وليس حزبيا، وأضاف إيدير عاشور أن لجوء النقابات إلى الإضرابات والاحتجاجات يوم الثلاثية سببه الإقصاء والتهميش الممارس من طرف الحكومة ضد النقابات ولا علاقة له بإقحام المدرسة في اللعبة السياسية، مشددا على أن النقابات تعمل على الدفاع عن مطالب العمال لا أكثر ولا أقل.