أجرى رئيس الإدارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية السابق برنار سكاوارسيني جردة حساب لسياسات رئيس الدبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس حيال سورية، منتقداً اندفاعته الكبيرة لقطع أي اتصال دبلوماسي وأمني مع الحكومة السورية، كاشفاً عن «خلافات عميقة» ظهرت بين «الكي دورسيه» والأجهزة الأمنية الفرنسية، تجلت بتراجع باريس عن تسليح «المعارضة السورية» تحت ضغط الأجهزة الأمنية التي حذرت من تركيبة هذه «المعارضة» وهيمنة الجهاديين عليها. ودعا سكاوارسيني الحكومة الفرنسية إلى التحلي بالشجاعة لكي تعترف بأخطائها فيما يتعلق بسورية، لافتاً إلى أهمية إبقاء التواصل مع الحكومة السورية، لأن «التعاون الأمني» مع دمشق يشكل عنصراً مهماً في منظومة الأمن الداخلي الفرنسي. وأكد أن موقف فرنسا في سورية يوقعها في مأزق وحرج كبيرين على الساحة الدولية، مستشهداً بالإحراج الذي وقع به الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند خلال زيارته للجزائر العام الماضي لدى حديثه المطول عن ضرورة التعاون لاحتواء اندفاعة «الجهاديين» في مالي وتهديدهم منطقة الساحل الإفريقي ما جعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يرد عليه بالقول «إننا متفقون على مكافحة الجهاديين في الساحل ولكن لماذا تحرصون على مساعدتهم وحتى تسليحهم في سورية». وأضاف سكاوارسيني: إنه وعلى الرغم من إصرار الدبلوماسية الفرنسية على متابعة العمل في دعم «المعارضة» السورية فإن هناك أموراً يجب التفكير فيها داعياً إلى عدم الخلط بين العمل الإنساني الذي يمكن التوسع في الكلام عنه وبين تسليح جماعات لا يمكن التنبوء بمآلاتها