"السعير" تعود لتلهب في أمسية النّقد ساري يؤكد أن الضاد تحتضر وسط إهمالها أكد الباحث والكاتب والناقد الأدبي والمترجم الدكتور إبراهيم صحراوي، خلال تنشيطه مداخلة حملت عنوان "تجربة الكتابة الروائية عند محمد ساري... القلاع المتآكلة" من تنظيم جمعية "نوافذ ثقافية" بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي"، أن محمد ساري يعتبر أحد المثقفين الجزائريين المعاصرين المتواجدين بقوة في الساحة الثقافية الجزائرية، مضيفا أن أول عمل روائي لمحمد ساري ظهر له سنة 1986 وهي الرواية المعنونة ب"السعير" والتي صدرت عن دار لافوميك وأحدثت ضجة حين صدورها. وأشار إلى أنه كتب مقالا عنها في تلك الفترة عنونه ب"حرية حدود الخطاب الديني تنتهي عند نهاية حدود الخطاب الديني" والذي انتقد فيه الرواية. وأشار المتدخل إلى أن الروايات التي أصدرها محمد ساري فيما بعد بدءا برواية "على جبال الظهرة" مرورا براوية "البطاقة السحرية" ورواية "الورم" التي أتبعت برواية "الغيث" قبل أن يستكمل مساره برواية "القلاع المتآكلة" يجمع بينهما خيط رفيع يتمثل في الشخصيات الإنتقادية للواقع المعلش وتريد تغييره. وبخصوص رواية "القلاع المتآكلة" أشار المتحدث إلى أنها عبارة عن مرافعة قاسية ضد فساد المجتمع مشيدا بكونها تشكل وثبة نوعية في مسار صاحب الورم كما تعتبر بمثابة رواية قوية اللغة وهي أجود نصوصه وأكثرها تحكما في تقنيات الكتابة الروائية. وأشار أستاذ الأدب بجامعة الجزائر إلى أن الرواية الأخيرة لمحمد ساري، الصادرة عن منشورات البرزخ، تعود بالقارئ إلى العشرية السوداء. من جهته كشف الروائي محمد ساري أنه يعتبر نفسه كاتبا واقعيا يتطرق الى ما يدور في هذا المجتمع، مؤكدا أنه لكي يتمكن الكاتب من الكتابة عن مجتمعه لا بد عليه أن يعرف الناس وذهنيتهم ومشاكل هذا المجتمع، كما يفترض على الكاتب أن يكون داخل هذا المجتمع ليستطيع أن يكتب عنه. ولم يتوان صاحب "القلاع المتآكلة" عن أن اللغة العربية أضحت متأخرة جدا مضيفا أنه ساهم في ترقيتها من خلال ترجمة العديد من النصوص.