تصدر قريبا عن دار ''البرزخ'' رواية جديدة للناقد محمد ساري تحمل عنوان ''القلاع المتآكلة''، يتحدث فيها ساري عن فترة العشرية السوداء في الجزائر من الجانب الاجتماعي أكثر منه التأريخي، لتضاف بذلك إلى مجموع الأعمال الإبداعية التي تناولت هذه الفترة من تاريخ الجزائر. وأكّد محمد ساري لوكالة أنباء الشعر أنّ ''العمل يحمل موضوعا ربما يكون متناولا لدى العديد من الروائيين في الجزائر باللغتين الفرنسية والعربية، ولكن ما يميّز العمل أنّه يتعرّض للمشاكل الاجتماعية أكثر مما يؤرّخ لتلك الفترة''، وأشار صاحب ''المتاهة'' إلى أنّ السرد القصصي داخل هذه الرواية يحمل بين ثناياه حكاية علاقة بين أب وابنه، الأوّل يحمل أفكارا تنويرية تجاه الإسلام والثاني يحمل أفكارا متعصّبة وينشأ بينهما الصراع الذي يدفع بالرواية إلى أحداث مشوّقة على حدّ تعبيره. ومعروف عن محمد ساري لعبه دور الشاهد مطلع التسعينيات على ما عانته الجزائر، فوقّع رواية ''البطاقة السحرية'' (1997)، ''المتاهة'' (2000) بالفرنسية، ثمّ رواية ''الورم'' (2002)، وفي هذا الشأن يقول ''ينبغي أن نعرف أنّ حيوية المجتمع، والصراعات التي يعيشها، غالباً ما تكون محفّزاً كبيراً على الكتابة، لا ينبغي أن ننسى أنّ أوّل ملحمة في التاريخ، أي ''إلياذة'' هوميروس، كانت تحكي عن الحرب''. بالموازاة مع الكتابة الأدبية، خاض ساري تكويناً أكاديمياً، جعل منه أصغر أستاذ جامعي في الجزائر عام ,1983 وعاد من ''جامعة السوربون'' محملاً بدبلوم دراسات معمّقة (1981)، وهو لا يزال شاباً في العشرينيات، قبل أن يصير أستاذاً محاضراً في الجامعة المركزية في تخصّص السيميولوجيا، والنقد الحديث، ووقّع خلال مسيرته الأكاديميّة، دراسات وكتباً نقدية عديدة، منها ''البحث عن النقد الأدبي الجديد'' (1984)، و''محنة الكتابة'' (2007). محمد ساري أستاذ النقد وعلم الاجتماع بجامعة الجزائر يكتب باللغتين العربية والفرنسية ومترجم، وله عدّة إصدارات باللغتين العربية والفرنسية منها رواية ''على جبال الظهرة ''(1982 ) ''السفير'' (1986)، ''البطاقة السحرية'' (1997) و''الورم'' (2003) وكذا ''الغيث'' (2007).