نقل موقع "24 ساعة" السويسري وقائع الاحتفال بعيد الميلاد بمدينة تيزي وزو التي احتضنتها الكنيسة البروستنانية، بعدما كانت خلال سنوات التسعينيات تتم في سرية تامة بإحدى القاعات الرياضية، أما اليوم فالمسيحيون الجزائريون يحيون الحدث علنا، وحتى في الشوارع المحيطة بمبنى الكنيسة. فبعد منتصف يوم 25 ديسمبر امتلأت الكنيسة المكونة من ثلاثة طوابق عن آخرها ولم تسع كل الجموع التي قصدتها، حيث اضطر بعضهم للوقوف عند بواباتها الخارجية، يحملون وسائل الزينة المخصصة لهذه المناسبة، كما ارتفعت الصلبان في العلن. ولاحظ الموقع الذي قال إنه سبق أن غطى الحدث في المدينة خلال السنوات السابقة، أن أعداد المسيحيين تزايدت بصورة ملحوظة، وجميعهم من المعتنقين الجدد للدين المسيحي بعدما كانوا يعتبرون مسلمين في السابق، وتباينت أعمار الحاضرين في مناسبة "النوال" بين الشيوخ ومتوسطي العمر والشباب وعدد كبير أيضا من الأطفال الذين قصدوا الكنيسة مع أوليائهم. كما أكد التقرير أن العادات الأمازيغية والقبائلية كانت حاضرة أيضا في الاحتفال، فيمكن ملاحظة الملابس التقليدية التي تميز المرأة بهذه المنقطة، والتي امتزجت مع المظاهر المسيحية في هذا الموعد الذي تم التحضير له في ندوة أقيمت شهر سبتمبر الماضي بحضور أكثر من ألف مشارك، حسب أحد المنظمين. وأكد الموقع أن "أجواء الكرم" كانت حاضرة جدا داخل الكنيسة، عبر تقديم الأطعمة والمشروبات مجانا، إضافة الى توزيع ملصقات حائطية وهو ما ساهم في استقطاب أعداد كبيرة من الحضور الذين عرض عليهم عدد الشباب في قلاعة كبيرة بالطابق الأول سلعهم التي تتماشى مع المناسبة، مثل أقراص كمبيوتر تحمل تعاليم الدين المسيحي ونسخ من الإنجيل. وفي قاعة الصلاة تولى قس يدعى "طارق" إقامة قداس الميلاد الذي شرح فيه تعاليم الإنجيل وكانت تقاطعه في كل لحظة زغاريد النساء ودعوات "آمين"، على أن تكون هذه الصلاة المختلطة هي الجزء الأول من الاحتفال، فقد تم إجراء القداس الخاص بالأطفال يوم الجمعة، والذي يؤكد على تركيز المنظمات التبشيرية على إقامة قاعدة اجتماعية صلبة للتواجد المسيحي بالمنطقة من خلال تكوين أجيال من المتنصرين. وأضاف الموقع السويسري أن قداس منتصف الليل الذي هو الأصل في الطقوس المسيحية قد تم إلغاؤه نظرا لما قال إنها اعتبارات أمنية تحول دون ذلك، وهو ما أرجعه قس يدعى "صالح" أن هذا الإلغاء "ليس مستجدا بل يعود إلى سنة 1996، وهو تاريخ إقامة الكنيسة البروتستانتية، رغم انها لم تتعرض لهجمات مباشرة إلا أن اغتيال 4 رهبان جعل مدينة تيزي وزو تهتز على وقع هذه الجريمة". وأضاف القس صالح الذي اعتبره التقرير "زعيم الطائفة البروتستانتية" في منطقة تيزي وزو الذي درس البيولوجيا وكان مسلما قبل اعتناقه المسيحية عام 1988، أن أعداد المسيحيين في الجزائر يقدر بعشرات الآلاف، وأن كنيسته تستقبل يومي السبت والثلاثاء كل أسبوع ما يقارب 800 شخص، مؤكدا أن "الكثير من التضييقات تمت ممارستها على معتنقي المسيحية وخاصة في الجانب الإداري، لكن هذا ثمن يجب أن ندفعه من أجل الرب". كما التقى معد التقرير بشخص يدعى عبد القادر الذي قال إن أمه قطعت علاقته به عند تغيير دينه من الإسلام الى المسيحية، على خلاف إخوته الذين كانوا "متفهمين لقراره"، وهو اليوم يستعد لمواصلة "نضاله" في سبيل دينه الجديد ضاربا المثل بالشهور الطويلة والتي قضاها مع الإدارة لتغيير اسم ابنته الى "ناتانوال" حتى يظهر هويتها المسيحية!