أنجز في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" الحرب في سوريا منعت التصوير في دمشق ودفاعه عن المسيحيين كان لقضية سياسية قدم بقاعة "ابن زيدون" في "رياض الفتح بالعاصمة أمس ،العرض الرسمي للفيلم الوثائقي "عبد القادر" للمخرج سالم إبراهيمي وتأليفه إلى جانب "أودري براسور" الذي كان منجزا في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" ومن إنتاج الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي وتأخر عرضه بسبب صعوبة تصوير بعض مشاهده في سوريا بسبب الحرب الدائرة هناك حسب توضيحات المخرج. واختار سالم إبراهيمي في ظرف 96 دقيقة كاملة؛ أن يتحدث عن بعض من جوانب حياة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر بداية بمولده ونشأته مرورا بمبايعته ورحلاته إلى مختلف البلاد العربية والغربية ،وصولا إلى وفاته في سوريا ودفنه هناك ثم نقله مرة أخرى إلى الجزائر عام 1966، غير أن العمل الذي اعتمد على الكثير من القراءات ووجهات النظر لمؤرخين جزائريين وأجانب اعتبر أحدهم نضال الأمير عبد القادر من أجل المسيحيين في دمشق قضية سياسية وليس من باب التسامح؛ مستوحى من أبحاثهم ودراساتهم حول شخصية؛ أغفل بعضا من جوانب حياة الرجل السياسية ولعل أبرزها تلك التي قضاها في دمشق ودفاعه هناك عن ما يفوق 1200 مسيحي. وهنا أوضح المخرج أن هذا سببه عدم استقرار الأوضاع الأمنية في سوريا التي لم يكن من السهل التنقل إليها لتصوير المشاهد أو لرصد الشهادات، فيما كان من الممكن أن يحدث ذلك في جنيف وتركيا ودول أخرى شكلت محطات هامة في حياة مؤسس الدولة الجزائرية. من ناحية أخرى، اعتبر المخرج فيلمه الوثائقي واحدا من مجموع 12 عملا أنجزت خصيصا للتأريخ للأمير نافيا عن نفسه صفة المؤرخ وإنما مخرج اختار بعضا من حكايات الأمير وليس كلها مستعينا في ذلك بمؤرخين وأساتذة تاريخ وانثربولوجيا وفنانين أيضا فضلا عن إدخال صوت الراوي الفنان أمازيغ كاتب الذي تتبع أحداث الفيلم بصوته وبلهجة عامية قريبة إلى الفصحى، فجاءت الأحداث في سياق حكاية تروي نضال الأمير عبد القادر الذي وعد بالحرية في الشرق ثم سيق إلى السجن في الشمال ولما منحوه ملكا اختار العقيدة والقلم.