انتقلت الحملة المغربية ضد الجزائر إلى مرحة خطيرة جدا، فقد دفعت الاستخبارات المغربية بعدد من الناشطين في المحافل الأمازيغية بالولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وإيطاليا من أجل التحضير لوقفة كبرى ضد الجزائر أمام المركز الحدودي العقيد لطفي بتلمسان وتحديدا في المركز المغربي للعبور المعروف بزوج بغال وذلك يوم الأحد 9 فيفري القادم. وتشير الكثير من المصادر عن مغتربين جزائريين في أوروبا إلى أن المصالح المغربية تمكنت من تجنيد ناشطين في الحركة البربرية المغاربية لإقامة تجمهر أمام الحدود مع الجزائر تحت غطاء ما يسمى بالتضامن مع أمازيغ غرداية والتنديد بما يدعون أنه اضطهاد لهذه الفئة. وتشير المصالح إلى أن العملية من تمويل أصحاب مزارع القنب الهندي في الريف المغربي من الحسيمة والناظور وهي المناطق التي ينحدر منها معظم الناشطين في الحركة البربرية للتكفل بالقادمين من تونس وليبيا أو المغاربيين المقيمين في أوروبا الذين سيتم استقدامهم إلى المغرب باتجاه مركز زوج بغال الحدودي المقابل لمركز العقيد لطفي غرب تلمسان، كما ستحمل لافتات المشاركين شعارات "20 سنة بركات" للمطالبة بإعادة فتح الحدود المغلقة، في وقفة مشابهة لتلك التي جمع فيها النظام المخزني عددا من المحامين من تنظيمات تونسية ومغربية وليبية وعربية ونقابة المحامين بتلمسان للمطالبة بإعادة فتح الحدود المغلقة في الثامن من شهر جوان 2013. وقد أثارت تلك الوقفة زوبعة دبلوماسية بسبب موقف نقيب المحامين لولاية تلمسان. وها هو المغرب يستغل هذه المرة الأحداث الجارية في مدينة غرداية، نتيجة صراع يعرف العام والخاص خلفياته المرتبطة بالنزاع القبلي الذي يمكن أن يقع في أي بلدة جزائرية في محاولة لإظهار ما يجري على أنه اضطهاد فئة ضد أخرى بتجنيد أطراف مغاربية وتأليبها ضد شأن داخلي، في ظرف يتسم بعداء مغربي واضح ضد الجزائر ويأتي في ظل التصعيد والمناورات المغربية المفضوحة باستعمال ورقة السوريين المهاجرين ضد الجزائر، ثم بتجميع شتات ناشطين من أجل استفزاز بلد جار. ولم تسلم مسألة الحدود المغلقة بسبب الرعونة المغربية التي مارسها المخزن ضد الجزائر من المناورات، بل سيطالب هؤلاء بإعادة فتح الحدود بخلفية لا تخلو من الخبث السياسي الواضح في المطالب التي أصبحت مفضوحة وتتخذ أكثر من واجهة وهذه المرة باستعمال المسألة الأمازيغية. ومعلوم أن هذه الأحداث تأتي في سياق تفاعلات أدت إلى توتر سياسي ودبلوماسي بين البلدين بعد الاتهامات المغربية التي طالت الجزائر، حيث ادعى المغرب أن الجزائر قامت بطرد عشرات السوريين نحو ترابه وهو ما أظهر عداء سافرا لبلادنا.