اعتبرت مصادر مغربية أن المشاريع الكبيرة التي تنجزها الجزائر على الحدود مع المملكة خاصة في مجال النقل البري والسكة الحديدية المكهربة، فضلا عن مشاريع أخرى في الميدان السياحي تؤشر على الرغبة في فتح الحدود بين البلدين، واستندت هذه المصادر بشكل أساسي على تدعيم عمليات المراقبة على الحدود وحرص السلطات الجزائرية على إتمام كل المشاريع في آجالها، ورجحت أن يصدر القرار الجزائري بعد أفريل القادم، علما أن السلطات الجزائرية لا تزال تتحفظ على الطلب المغربي المتكرر لفتح الحدود البرية بين البلدين وتدعو الرباط إلى مناقشة كل الملفات العالقة ضمن أطر رسمية، وضرورة تعزيز المغاربة عمليات المراقبة على جهتهم للوقوف ضد التهريب وتنقل المجموعات الإرهابية. شكل إصرار السلطات الجزائرية على إتمام المشاريع الكبرى المرتبطة بالحدود المغربية الجزائرية، نقطة ارتكاز بالنسبة لمصادر إعلامية مغربية استغلتها للتكهن بقرب إعلان الجزائر عن قرار فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 1994، وقالت هذه المصادر أن الجهات المختصة لولاية تلمسان قد تسلمت رخصة لانطلاق عمليات إنجاز ثلاث مفتشيات جديدة للأقسام بمغنية والغزوات وتلمسان، وذلك بعدما خصصت لها 31 مليار سنتيم ضمن الميزانية الإضافية لسنة 2008، وأضافت أنه تم الإعلان خلال هذه السنة عن الانتهاء من إنجاز مركزين للمراقبة لفائدة وحدات وعناصر حرس الحدود على طول 120 كلم لإحكام المراقبة على الحدود المشتركة مع المملكة المغربية، فيما تم إنجاز مركز حدودي للمراقبة لفائدة الجمارك الجزائرية بمنطقة العابد. وتحدثت المصادر المغربية أنه انطلقت في شهر فبراير الماضي أكبر عملية ربط لشبكات الطرق على طول الحدود المتاخمة للمملكة، إذ تعرف أشغال إعادة تأهيل وتعبيد الطريق الرابط بين مغنية الزوية نحو قرية العابد المحاذية لقرية سيدي بوبكر المغربية تقدما ملحوظا، ولم يقتصر المشروع على هذا المحور،بل تم الانطلاق في أشغال إعادة تأهيل الطريق الرابط بين بلدية البويهي مرورا بدائرة سيدي الجيلالي الحدودية إلى غاية دائرة سبدو وتحويله من طريق ولائي إلى طريق وطني. وفي هذا السياق،أفادت مصادر موثوقة، بأن وزير الأشغال العمومية عمار غول، سيعاين خلال الأسابيع القادمة وتيرة الأشغال الخاصة بالطريق السريع شرق غرب على مستوى قرية العقيد لطفي الشهيرة بمركزها الحدودي، حيث يتوقف الطريق عند نقطة العبور، وفي الجانب المتعلق بهذا القطاع دائما، كان وزير الأشغال العمومية قد اعتمد مشروعا استثنائيا لتحويل الطريق الوطني رقم 35 إلى طريق مزدوج إلى غاية مدينة مغنية الحدودية خلال اجتماع عقده مع الرئيس السابق للجنة النقل للمجلس الشعبي الوطني الجزائري. وحسب نفس المصادر، فإن المركز الحدودي العقيد لطفي المحاذي للمركز الحدودي المغربي زوج بغال سيستقطب محطة توقف القطار المكهرب الذي ينطلق من عاصمة الغرب الجزائريوهران ويتوقف بالنقطة الحدودية مع المملكة المغربية، وهي المشاريع التي تمت الملاحظة على أنها تعرف تركيزا وزاريا خاصا من خلال تكثيف الزيارات والتأكيد على ضرورة الانتهاء من الأشغال قبل منتصف السنة القادمة، وأضافت أن شهر أفريل القادم سيعرف الانتهاء من جل المشاريع الكبرى التي تنجز بالحدود مع المغرب، وهو أمر يؤشر على إمكانية أن تكون الحدود بالنسبة للجزائر جاهزة بإعادة فتحها مع المغرب بإمكانيات جد متطورة وهياكل استقبال جديدة وخدمات عصرية مميزة، فضلا على أن منطقة بيدر السياحية الساحلية والقريبة من مرسى بن مهيدي المطلة على مدينة السعيدية المغربية ستعرف إنشاء أكبر مجمع سياحي لمدينة بمواصفات عالمية، والتي يرتقب أن تتولى مؤسسة ''إعمار'' الإماراتية عملية إنجاز ها. ولا يزال المغرب ينتظر أي قرار جزائري يقضي بفتح الحدود البرية المقفلة منذ حادث فندق بلازا بمراكش سنة 94، فرغم المناورات الكثيرة التي تقوم بها الرباط لدغدغة العواطف وإحراج الجانب الجزائري ودفعه إلى المبادرة بفتح الحدود لا تزال السلطات الجزائرية مصرة على ضرورة دراسة هذا الموضوع بشكل جاد ضمن أطر رسمية وعبر اللجان المختلطة المشكلة بين البلدين والتي كلفت بإزالة العقبات التي تحول دون فتح الحدود، وتطالب الجزائرالرباط بضرورة معالجة كل الملفات التي أدت إلى قرار غلق الحدود، وتعزيز المراقبة على هذه الحدود التي تعد منفذا للمهربين وللإرهابيين أيضا،