^ التحريات تشمل ولايات عنابة، سكيكدة، جيجل، ميلة، الطارف، وادي سوف، وسوق أهراس، تبسة وأم البواڤي وخنشلة تمكنت مصالح الأمن بولاية عنابة، أمس الأول، في توقيف ثلاثة أشخاص ينحدرون من حي الصرول وحجر الديس ببلدية البوني وآخر من قرية طاشة في بلدية برحال يشتبه في علاقتهم بخلية تعمل على نقل جزائريين ينتمون للتيار السلفي لمزاولة الدراسة في معاهد العلوم الشرعية تابعة لمنظمات جهادية قبل تحويلهم لمراكز التدريب وإلحاقهم بجبهات القتال ضد الحوثيين "الشيعة" في اليمنو وتطرح عائلاتهم بناء على اتصالات بمصالح الأمن مخاوف من احتمال تجنيدهم في صفوف القاعدة. وتلاحق مصالح الأمن ما يعتقد أنها خلية تنشط في نقل "جهاديين" جزائريين للقتال في اليمن، بالتعاون مع طلبة جامعيين يمنيين. وبدأت التحريات الأولية في هذه القضية بعد اعتقال جزائري يقيم بولاية عنابة منذ نحو شهر في ولاية الوادي حيث حاول التسلل إلى ليبيا عبر الحدود الصحراوية، وبدأت الأجهزة الأمنية في ربط القضية باختفاء ما لا يقل عن 27 شابا ينتمون للمنهج السلفي عبر ولايات سكيكدة، جيجل، ميلة، الطارف، وادي سوف، وسوق أهراس، تبسة وأم البواڤي وخنشلة في ظروف يرجح بأنها ترتبط بالحرب الدائرة في اليمن، حيث تشير التحقيقات إلى أن جميع هؤلاء تسللوا إلى تونس أوليبيا. كشف مصدر أمني موثوق ل«البلاد"، عن التوصل إلى اختفاء 27 شابا يشتبه في تجنيدهم مع الجماعات السلفية، للقتال ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن سافروا إلى هذا البلد بغرض دراسة العلوم الشرعية،حسب التحقيقات الأمنية التي باشرتها المصالح المختصة. وكثفت الجهات الأمنية من تحرياتها بعد إقدام إحدى العائلات القاطنة بمنطقة حجر الديس بعنابة، لمجلس عزاء لتلقي العزاء في ابنها الذي قتل في اليمن منذ أيام حيث علمت عائلة "ز"، بوفاة ابنها إثر مشاركته في المعارك الدامية ضد الحوثيين، بعد مدة من اختفائه إثر التحاقه بمعهد "دماج" للعلوم الشرعية الكائن بمنطقة صعدة جنوب اليمن. وأكدت المصادر أن الشاب المتوفى يبلغ 35 سنة من العمر، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء، والتحق بمعهد دماج السلفي بغرض دراسة هذا المنهج والتعمق، فيه على غرار العديد من الشباب الجزائريين الذين أكدت عائلاتهم انقطاع أخبارهم بعد مدة من التحاقهم بمختلف المعاهد الشرعية باليمن. وقالت المصادر إن الجهات الأمنية اشتبهت في تجنيد هؤلاء الشباب المختفين للقتال ضد الحوثيين لاسيما بعد تأكيد عائلاتهم على مغادرتهم أرض الوطن بهدف دراسة العلوم الشرعية في اليمن، حيث ذكر الكثيرون منهم أن أبناءهم التحقوا بمعهد"دماج" للعلوم الشرعية بصعدة جنوب اليمن، قبل أن تنقطع أخبارهم. ولم تخف مخاوفها من احتمال توظيفهم في الصراع الدائر بين الحوثيين والسلفيين في اليمن، أو احتمال تجنيدهم في صفوف القاعدة. وقد كشفت التحقيقات الأمنية عن اختفاء عدد كبير من الشباب المتأثرين بالتيار السلفي في كل من ولايات وادي سوف، سوق أهراس، تبسة، أم البواڤي وخنشلة، سكيكدة، جيجل، ميلة، الطارف، وعنابة. وتشير مصادرنا إلى أن الشبكة المتهمة بالتجنيد والتي تجري ملاحقتها تتكون من أشخاص كانوا منذ أكثر من عام على صلة بطلاب جزائريين في مراكز العلوم الشرعية أو بطلبة جامعيين قدموا من اليمن ومسجلين بجامعات الشرق الجزائري أوبجهاديين يمنيين عبر الأنترنت، غرب، حيث تنحصر مهمتها في ضمان تنقل الأشخاص الراغبين في مواصلة دراسات العلوم الشرعية التي تتبع المنهج السلفي الوهابي أونقل "سلفيين" للقتال ضد فرقة الحوثيين التابعة للشيعة في اليمن من الجزائر أو تونس إلى ليبيا، حيث يحصل هؤلاء على دورات تدريبية قصيرة تتضمن تكوينا نظريا على طريقة التنقل الآمن إلى مختلف المحافظات، ويحصل بعض هؤلاء على مبالغ تصل إلى 2000 دولار تمنح من متبرعين مجهولين، من أجل تأمين نفقات التنقل والإقامة والدراسة حسب ما يروج في المناشسر الموزعة. ولم تتمكن مصالح الأمن التي تم إبلاغها عن اختفاء 27 جزائريا في الولايات المذكورة في غضون أقل من 3 أشهر من تأكيد أو نفي فرضية وجود هؤلاء في صفوف الحركات الجهادية السلفية في اليمن، لكن المخاوف تعززت مؤخرا مع تصاعد مطالبة بعض المقربين من التيار السلفي في دول مثل مصر، المغرب والجزائروتونس ب''فتح باب الجهاد'' في اليمن لمحاربة الشيعة الحوثيين الذبن أعلنوها حربا على "أهل السنة والجماعة" حسب خطابهم، وتتخوف جهات عليا في الدولة من نتائج تنقل جزائريين للقتال في بلدان الربيع العربي، حيث تعاني الجزائر من تبعات وجود جزائريين في صفوف المقاومة العراقية، وضغط أسر جزائريين سجناء في العراق وسوريا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة.