أطلق أول نطاق باللغة العربية لروابط الإنترنت باسم "دوت شبكة"، كخطوة تمهيدية لإطلاق أكثر من ألف نطاق آخر للمواقع تنتهي جميعها بكلمة ".شبكة". وتم إطلاق النطاق يومًا قبل الموعد المقرر، وسُجل 22 نطاق جديد لمواقع تنتهي ب ".com" و".org"، بالإضافة إلى رموز الدول مثل ".uk". ويقول المنظمون إن النطاقات الحالية تشهد كثافة عالية، في حين يرى النقاد أن النطاق الجديد سيضيف إلى الأعباء المادية للشركات. وقد تلجأ بعض الشركات لتسجيل نطاقات بديلة لحماية علامتها التجارية التسويق لمنتجاتها. فمثلًا، قد تلجأ شركة كوكاكولا لشراء نطاق باسم "coke.shop" في حالة ظهور نطاقات تنتهي بكلمة ".shop". ورغم أن تكلفة النطاق نفسها قد لا تزيد عن 10-30 جنيه استرليني، إلا أن التكاليف الإدارية والإجمالية لهذه النطاقات ستتزايد. حيث ستحتاج شركة "هولسيلارز Wholesalers"، التي توفر هذه النطاقات، أن تغطي تكاليف إدارتها. وتتضمن هذه التكاليف مبلغ 185 ألف دولار للتسجيل في مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، وهي منظمة غير هادفة للربح تقوم بمراقبة العملية. خطوة فارقة وأعلنت شركة "مسجل دوت شبكة"، المسئول عن إدارة النطاق الجديد، في مؤتمر في دبي حيث مقر الشركة أن موقعهم وموقع شركة اتصالات بالإمارات قد حصلوا على النطاق الجديد. كما أعلنوا أن أية منظمة أو أفراد آخرين بإمكانهم بدء التسجيل لنطاقات "دوت شبكة" ابتداءًا من الثلاثاء القادم. وذلك من خلال مواقع تسجيل النطاقات المختلفة مثل GoDaddy و 101Domain. وقال ياسين عمر، المدير العام لمسجل دوت شبكة، ل بي بي سي إن هذه الخطوة فارقة "فأخيرًا يتحدث الإنترنت العربية." وأضاف: "هناك محتوى عربي على الإنترنت منذ فترة طويلة، إلا أننا دائمًا ما نحتاج الإنجليزية للوصول إليه. أما الآن، صار بإمكان مستخدمي الإنترنت ممن يتحدثون العربية فقط أن يصلوا لما يريدونه دون استخدام محركات البحث أو غيرها." ورغم أن "دوت شبكة" هو أول نطاق باللغة العربية، إلا أن بعض الدول العربية كانت قد قدمت نطاقات باسمها، مثل ".الأردن" و".السعودية" الذي أُطلق عام 2010. قيود مصطنعة والهدف من فكرة النطاقات بالأساس هو توفير بديل سهل الاستخدام لبروتوكولات الإنترنت IP التي تعتمد على سلسلة طويلة من الحروف والأرقام. ولم يكن هناك أي سبب تقني يمنع من زيادة عدد الروابط في النطاقات الموجودة، والتي كانت مقتصرة على عدد محدود. إلا أن مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة توسعت مؤخرًا في إضافة عدد من النطاقات، حيث رأت أن ذلك يضفي المزيد من المنافسة والابتكار في سوق العمل. ويقول الدكتور إيان براون، بمعهد أوكسفورد للإنترنت، إن القيود التي واجهناها مع النطاقات الأخرى "كانت مصطنعة. وهو أحد أسباب ارتفاع سعر الشراء النطاقات المشهورة مثل دوت كوم". وأضاف: "والسؤال الهام هو كثافة استخدام الناس لهذه النطاقات بشكل مباشر. حيث يفضل الكثيرون اللجوء لمحركات البحث بدلًا من حفظ النطاقات. لذا، أرى أن تأثير هذه النطاقات الآن سيكون أقل مما كان يمكن منذ خمس سنوات مثلًا. كما يحق للشركات أن تشكو من تكلفة شراء النطاقات لتسجيل علاماتها التجارية، والقلق بشأن استخدام المئات، وربما الآلاف، من هذه النطاقات." ومن المتوقع أن يتم نشر نطاقات بحروف غير اللاتينية خلال الأيام القادمة، كاللغتين الصينية والروسية. كما أعلنت "هولسيلارز" عن توفير سبع نطاقات جديدة باللغة الإنجليزية ابتداءًا من الأربعاء القادم.