"البلاد" تقف على الوضع المزري للسكان بعدما دمر الإرهاب قريتهم وتناساها المسؤولون تقع منطقة قمرة في بلدية عين الريش جنوب عاصمة ولاية المسيلة، على بعد 42 كلم من مقر البلدية، بها حوالي 2000 نسمة، حيث اقتتمت المعاناة عن العديد من المشاكل، هذه المشاكل أثرت بشكل كبير على معاناة السكان الذين عاشوا ويلات الاضطرابات الأمنية، التي عاشتها هذه القرية التي كانت موقعا وممرا ومسلكا للجماعات الإرهابية حينها، حيث تتموقع في منطقة إستراتيجية تربط بين ولايتي بسكرة والجلفة وتعتبر أبعد نقطة في ولاية المسيلة. وما زاد من جمال مناظرها الخلابة السياحية التي لو تستغل في هذا المجال فستكون المتنفس للولاية. وفي جولة استطلاعية قامت بها "البلاد" رفقة رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والدينية والأوقاف بالمجلس الولائي "صباح سلامة" وعضو المجلس الولائي "سحوان بلقاسم" وأعضاء من بلدية عين الريش، حيث وقفنا على واقع مر، ازدادت مرارته بعدم استجابة السلطات للعديد من المشاكل منها الصحة، التعليم، السياحة والثقافة ..إلخ. الصحة مريضة وأعيت من يداويها يعاني قطاع الصحة بمنطقة قمرة جملة من المشاكل أبرزها انعدام التخصصات الطبية التي من شأنها أن تخفف من معاناة المواطنين الذين يتنقلون على مسافات تصل الى 60 كلم، حيث ذكرت مصادر طبية ل"البلاد" أنه تم تسجيل حالة وفاة في طريقها الى المستشفى خلال الأشهر الماضية. هذا وذكر العديد من المواطنين ممن التقيناهم أنهم سئموا تصريحات مسؤولي القطاع، حيث يتلقون الإسعافات الأولية في الثكنة العسكرية المتواجدة بالمنطقة وهو ما جعل هؤلاء يطلقون نداء استغاثة للمسؤولين عن هذا القطاع، في ظل تواجد الانتشار الواسع للعقارب والأفاعي وحتى الخنازير التي تهاجم المواطنين. من جهة اخرى يبقى المواطن يتطلع إلى إنشاء مصلحة للولادة للتخفيف العبء، مطالبين السلطات المسؤولة بالتدخل العاجل في هذا القطاع الحساس. قطاع التربية هو الآخر يعاني اذ لم ينج من المشاكل والمعاناة التي جعلت المعلمين يهجرون الابتدائية الوحيدة بالقرية، والتي تضم أقسام حيث يدرس تلاميذ السنة الأولى مع الثانية في قسم واحد، والثالثة في قسم واحد والرابعة في قسم أيضا، ليكون القسم الآخر لتلاميذ السنة الخامسة. هذا وأبدى أولياء التلاميذ تذمرهم من معاناة التلاميذ، وهذا ما كشفته نتائج التلاميذ الكارثية في شهادة التعليم الابتدائي. وبرر المعلمون هذا النقص بانعدام ظروف التمدرس الحقيقية التي وجب على السلطات الوصية توفيرها، خاصة أن عاملي بعد المسافة والسكن الوظيفي أثرا على نتائج التلاميذ، إضافة الى الوضع الأمني الذي شهدته المنطقة في العشرية السوداء الذي إدى إلى هجرة كل المؤطرين وكل من له علاقة بالتعليم، إلا أنه عاد للاستقرار في الآونة الأخيرة، الا أنه لم يشفع لمزاولة التلاميذ دراستهم مما ادى بهم للخروج مبكرا من عالم التربية. لذا يناشد أولياء التلاميذ الجهات الوصيةالتكفل به وتدعيم المرافق التربوية بما يلزمها ويحافظ على مستقبل أبنائهم. التهيئة خارج مجال التغطية.. ويسألونك عن الطرقات قل علمها عند "ميرها" المتجول في شوارع منطقة قمرة يستاء من الوضعية الكارثية التي توجد عليها حالة الطريق المؤدي الى شوارعها، والتي تنعدم بها التهيئة، وهو ما ثأر استياء المواطنين الذين عبروا عن الوضعية الكارثية التي تشهدها القرية والتي لم تستفد من أي مشروع للتحسين الحضري، مما يحفظ وجه القرية ويعطيها المنظر الحضري اللائق بها، لذا فهم يطالبون بضرورة تسجيل مشاريع بهذا الخصوص. الفلاحون يطالبون بحقهم في المشاريع التنموية تعتبر قرية قمرة منطقة رعوية رفلاحية، يطالب فلاحوها الجهات الوصية على قطاع الفلاحة بالتكفل بانشغالاتهم المتمثلة في إيصال مستثمراتهم الفلاحية بالكهرباء الريفية وإنجاز مسالك فلاحية، التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد وهذا لبعد المسافة عن مقر البلدية التي أرهقت كاهلهم، باعتبار أراضيهم خصبة صالحة للزراعة. لذا فهم يناشدون السلطات الوصية إدراج مستثمراتهم الفلاحية وإعطاءهم تراخيص لحفر آبار للماء وإنجاز حواجز مائية ووضع حواجز للحفاظ على التربة من الانجراف من أجل الاستمرار في هذه المهنة التي ورثوها أبا عن جد. المرافق الترفيهية غائبة لعل المتجول في شوارع قرية قمرة لا يجد مكانا للمرافق الترفيهية، حيث يضطر الشباب الى ممارسة أنشطتهم المختلفة في مقر البلدية، والتي تعتبر نقطة سوداء في جبين الجماعات المحلية التي لاتزال مشاريعها التي وعدت بها الشباب في الحملات الانتخابية غير منجزة. فغياب الملعب أجبر الشباب على التنقل إلى مركز البلدية للممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وما يؤرق الشباب أكثر هو حرمانهم من الاستفادة من الدورات الرياضية الصيفية عكس ما يتمع به شباب البلدية من دورات رياضية كل صائفة. وما يشكل عائقا في حياة المواطنين غيياب شبكة الهاتف النقال على الرغم من استفادة بعض الولايات من خدمة الجيل الثالث. في حين مازال شباب القرية يتخبط في استعمال الرسائل البريدية في الوقت الراهن وربما سيجبرون يوما ما على استعمال الحمام الزاجل والعودة الى العصور الوسطى، وربما واقعهم أمر من أن نستطيع وصفه، أو ليس كما يقال الواقع عين الحقيقة منطقة سياحية بامتياز في طي النسيان لم تشفع المناظر السياحية بالقرية لأن تؤهلها لتكون قطبا سياحيا بامتياز وتحرك عجلة التنمية بالمنطقة وتخرجها من دوامة الفقر والتهميش. وهو ما رفعه المواطنون في عدة مناسبات حيث يأملون من السلطات المحلية رفع الغبن عنهم باعتماد المنطقة كقطب سياحي لتوفير مناصب شغل والقضاء على مشكل هجرة الشباب الى مناطق أخرى.