تعرف بلدية كاب جنات شرق بومرداس العديد من النقائص والمشاكل التي حالت دون تحقيق التنمية وتجسيد المشاريع المختلفة التي ينتظرها السكان، رغم توفرها على إمكانات معتبرة، يمكن أن تجعل من هذه المدينة التي تعد من بين أهم الأقطاب السياحية بولاية بومرداس، خاصة أنها تحتوي على مناطق سياحية ساحرة تستقطب سنويا آلاف السياح، الذين يفضلونها لاكتشاف جمالها الذي تستمده من زرقة مياهها وتلك الأراضي الفلاحية التي زينتها حقول الفواكه والخضر بأنواعها. لا يمكن لزائر كاب جنات شرق بومرداس أن يفوته الاستمتاع بتلك المناظر الطبيعية الخلابة التي تميز هذه المنطقة، حيث تعتبر مدينة سياحية بامتياز، وأصبحت تستقطب السياح من داخل الوطن وخارجه خاصة في السنوات الأخيرة، إذ تحولت إلى قبلة للكثيرين، فضلا عن احتوائها على مناطق سياحية متنوعة، غير أن السكان ينتظرون حل الكثير من المشاكل التي تؤرقهم، وفي مقدمتها مشكل النقل الذي أرهقهم كثيرا بسبب وجود خطوط قليلة خاصة من البلدية نحو مدينة بومرداس، فضلا عن قلة الحافلات وتوقفها المبكر عن العمل، وعدم تحديد وقت مرورها خاصة أن الناقلين يعملون حسب أهوائهم، كما يعملون بالمداومة في عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي أثر كثيرا على تنقل السكان الذين أثار غضبهم. اهتراء طرقات بعض أحياء البلدية أثار استياء المواطنين المعنيين الذين لطالما اشتكوا من اهترائها خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، إذ تتحول إلى برك ومستنقعات مائية يستحيل المشي فيها، اهتراء قنوات الصرف الصحي، غياب الإنارة العمومية وغيرها من المشاكل الأخرى، وحسب السكان فإن مثل هذه النقائص تأثر على حياتهم اليومية، خاصة وأن البلدية سياحية بالدرجة الأولى وتستقبل شواطئها زوارا من مختلف مناطق الوطن في فصل الصيف. السكن.. المطلب الأول غير أن نعمة أن البلدية سياحية بالدرجة الأولى وتستقطب العديد من الزوار، لا يعني هذا أن البلدية لا تعاني من مشاكل، وفي مقدمتها أزمة السكن التي أصبحت هاجسهم الأول بسبب الوضعية المزرية التي يعيشها أغلبيتهم، حيث يعانون من ضيق السكنات خاصة العائلات كثيرة العدد، والدليل هو عدد الملفات المودعة للحصول على سكن تساهمي، حيث لا يزال ينتظر أصحابها تلبية طلبهم الذي لا يزال عالقا، بالرغم من أنهم في أمس الحاجة لهذه السكنات، مما أدى إلى قلقهم، خاصة الشباب الذين تأخر بعضهم مثلما أكدوا عن إتمام نصف دينهم بسبب أزمة السكن، وهو ما استاء له هؤلاء بالنظر إلى أهمية السكن. أزمة حادة في الأسواق وحسب بعض المواطنين فإن ارتفاع الكثافة السكانية لم يرافقه إنجاز بعض الهياكل والمرافق الضرورية، كالمؤسسات التربوية التي تظل ناقصة، خاصة فيما تعلق بالإكماليات والثانويات، حيث يشتكي أولياء التلاميذ من هذه المشكلة في ظل الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه الأقسام، إذ توجد بعض الأقسام فيها 39 تلميذا، مما أدى حسب هؤلاء إلى تراجع مستوى أبنائهم، الذين هم أيضا اشتكوا من انتشار الغبار وقلة النظافة في الأقسام، ما سبب لهم متاعب صحية خاصة بالنسبة للمصابين بالحساسية، فضلا عن مشكل النقل المدرسي حيث يضطر سكان القرى إلى استعمال النقل الخاص للالتحاق بمقاعد الدراسة. كما يشتكي السكان من غياب سوق جوارية رغم التزايد العمراني الكبير الذي تشهده البلدية في الآونة الأخيرة، حيث يضطرون للتسوق من أماكن بعيدة عن مقر سكناهم، أو الاكتفاء بقضاء حاجاتهم من التجار الفوضويين الذين يتوزعون على الأرصفة، مستغلين فرصة غياب سوق منظم. وقد يطالب هؤلاء بالتدخل السريع للسلطات والعاجل من أجل بناء أسواق جديدة قصد من وضع حد للانتشار الكبير للباعة الفوضويين من جهة، تخفيف الضغط على سوق المدينة الذي يتواجد في وضعية كارثية لضيقه وتغيير نشاطها من سوق للخضر والفواكه إلى سوق متعدد النشاطات من جهة أخرى، مما جعل بلدية كاب جنات شرق بومرداس تعاني من أزمة حادة في الأسواق التي تبقى غائبة، باستثناء السوق المذكور الذي هجره أغلبية السكان الذين يلجأون للباعة المتجولين أو التسوق من الساحل وبغلية. غياب الغاز الطبيعي والماء الشروب يثير استياء المواطنين لا يزال العديد من سكان المناطق الفلاحية وبعض الأحياء، يطالبون بشبكة المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي، متسائلين عن أسباب تأخر ربط سكناتهم بالمادتين الحيويتين إلى غاية اليوم، رغم مراسلاتهم العديدة للجهات المسؤولة، التي وحسب مصدر مسؤول، فإن السبب راجع إلى صعوبة تمرير القنوات بهذه الأحياء الفوضوية التي لم تتم أيضا تهيئتها بالطريق، كونها توجد بمزارع يصعب اجتياز طرقاتها. فقد أكد هؤلاء أن الغاز الطبيعي والماء الشروب يعدان مطلبين أساسيين في الحياة اليومية لما لهما من أهمية كبرى. نقص فادح في الحدائق وأماكن الترفيه ورغم أن كاب جنات مدينة سياحية تستقبل ضيوفا من داخل الوطن وخارجه، فإن الزائر لهذه البلدية يلاحظ غياب النظافة في بعض الأحياء، رغم أن البلدية تتوفر عدة شاحنات لنقل القمامة، وذلك راجع إلى عدم احترام المواطنين لأوقات رمي النفايات وقلة الوعي. كما يلاحظ الزائر لهذه المدينة الجميلة، النقص الفادح في الفضاءات الخضراء والحدائق، التي يلجأ إليها المواطنون والزوار من أجل الاستراحة، حيث لا توجد بهذه البلدية سوى حدائق قليلة التي بدت خالية، لأنها فقدت - حسب السكان - جمالها بالنظر إلى اهترائها، فضلا عن صغر مساحتها.