أعيان المنطقة: "أعمال العنف نسفت جميع مساعي الصلح" تشهد ولاية غرداية انزلاقات خطيرة أضحت تنذر بسيناريو حرب عصابات، حيث تواصلت أمس أعمال الشغب والتخريب في عدد من الأحياء، على خلفية المواجهات القائمة بين شباب المنطقة الأمر الذي أدى إلى وقوع قتيل وعشرات الجرحى . و رفضت السلطات إطلاق سراح بعض المتورطين في أعمال العنف، فيما كشفت مصادر من الولاية ل«البلاد"، أن الاحتجاجات التي شهدتها غرداية أول أمس، للمطالبة بإطلاق سراح الشباب الموقوفين، كانت لها تداعيات خطيرة على الوضع، خصوصا بعدما تم إطلاق عدد منهم والاحتفاظ بعدد آخر، حيث عمد بعض الشباب الغاضب إلى حرق السيارات والاعتداء على المنازل ووسائل النقل العمومية، ووصل الأمر إلى الاعتداء على حرمة المقابر التي لم تسلم هي الأخرى من التخريب، كمقبرة باعيسى وعلوان، إلى جانب الاعتداء على مواطنين أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة، كما قام شباب من "المافيا" على حد وصف أهل غرداية، والتي تضم مواطنين من المنطقة إلى جانب عدد من الدخلاء، بتدنيس القبور بمقبرة "بابا ولجمة" العريقة التي تحمل اسم أحد مشايخ المنطقة، والتي تقع في مكان مرتفع، وتطل على حي مرماد الذي يقطنه العرب، حيث استخدموها لتنفيذ هجماتهم باستعمال المولتوف، الزجاجات الحارقة والحجارة وغيرها من الأسلحة التي تسببت في وقوع عشرات الجرحى. وفي السياق، سارعت قوات الأمن ومكافحة الشغب إلى تطويق عدد من الأحياء تحسبا لوقوع اشتباكات بين المواطنين، خصوصا بعد بلوغها خبر الاعتداء على ثلاثة مواطنين على يد مجموعة مجهولة، حيث توعد الميزابيون بالرد على الاعتداء من خلال استهداف مصالح الطرف الآخر، مما قد ينذر بوقوع انزلاقات خلال الساعات القليلة القادمة، كما أن جهود رجال الأمن لم تكن كافية بعد اندلاع المواجهات في عدة نقاط وتوسعت إلى الأحياء التي تمتعت إلى وقت قريب بهدوء نسبي. وحسب آخر إحصائيات تحصلت عليها "البلاد"، فقد توفي واحد من الميزابيين الثلاث الذين تعرضوا للاعتداء من قبل مجموعة من الشباب، ويتعلق الأمر بطالب جامعي في السنة الثانية من قسم العلوم الإسلامية، المدعو بابا واسماعيل عز الدين بن ابراهيم، والذي يبلغ من العمر 21 سنة، متأثرا بجروح بليغة إثر تلقيه طعنات على مستوى البطن، إلى جانب وقوع عشرات الجرحى اغلبهم في صفوف الميزابيين. من جانبهم، عبر أعيان غرداية عن استنكارهم لأعمال العنف التي عادت مجددا، والتي وصفوها بغير المقبولة، حيث نسفت جميع مساعي الصلح التي تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى الولاية، وقاموا بعقد اجتماعات طارئة لدراسة الوضع، داعين المواطنين وخصوصا الشباب منهم إلى ضرورة تحكيم العقل ونبذ العنف الذي تسبب في خسائر بشرية ومادية معتبرة.