57 موقوفا منذ بداية أعمال العنف بغرداية حذّر متتبعون من مغبة وقوع أزمة خطيرة في الجنوب الجزائري، تمس بوجه خاص المناحي الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتجارية، نتيجة للفتنة التي تشهدها ولاية غرداية منذ أسابيع، وهي الفتنة التي أدت إلى تعطيل الحركية التجارية بواحدة من أكثر ولايات القطر الوطني نشاطا تجاريا، وهو ما ينذر بآثار وخيمة تتجاوز غرداية إلى العديد من الولايات الجنوبية. ويرى المتتبعون أن غرداية، بحكم موقعها الاستراتيجي، الذي يجعلها نقطة ربط أساسية بين ولايات الشمال والجنوب، تؤثر بشكل مباشر، سلبا وإيجابا، على عدد من ولايات الصحراء، لاسيما تلك المجاورة لها، علما أن غرداية تموّن الكثير من المناطق بمنتجات واسعة الاستهلاك، كما أنها معبر تجاري هام حيث تعبرها أعداد كبيرة من المركبات التجارية يوميا. ونتيجة للفتنة التي تعيشها غرداية وتدهور الوضع الأمني بها، يبدو ضروريا إيجاد حلول وطرق بديلة، تقي أبناء ولايات الجنوب من أزمة اقتصادية خطيرة تلوح بوادرها في الأفق. من جانب آخر، كشف أمن ولاية غرداية أن 57 شخصا تم إيقافهم منذ بداية أعمال التخريب في مدينة غرداية، منهم قصّر وجهت لهم تهم مختلفة، بدءا من التجمهر المسلح، وحمل أسلحة بيضاء، إلى تخريب ممتلكات عمومية وخاصة، وإضرام النار في سكنات عمدا، والقتل العمدي والتحريض على القتل وغلق الطريق، والاعتداء على أعوان الأمن. وقد أودع أقل من 20 شخصا من هؤلاء الحبس بناء على أوامر قضاة التحقيق، بينما استفاد آخرون من الإفراج أو الاستدعاء المباشر للمحاكمة. وفي سياق ذي صلة، تم يوم الأحد توقيف مسؤولين مزعومين عن الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة خلال المواجهات الأخيرة بين الشباب بغرداية حسبما علم مساء الأحد لدى مصالح الشرطة القضائية لأمن هذه الولاية. وأوضح ذات المصدر أن التحقيق الذي فتحته الشرطة القضائية بعد تعرض شاب في 35 من العمر إلى ضربات على رأسه باستعمال آداة حديدية مما أدى إلى وفاته متأثرا بجروحه في مستشفى غرداية سمح بتوقيف المسؤولين. كما تم عرض المتهمين اللذين اعترفا خلال التحقيق بالتهم المنسوبة إليهما على وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية الذي أمر بتوقيفهما بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة. وكان الضحية البالغ من العمر 35 قد تعرض لجروح خطيرة خلال المواجهات التي شهدتها مدينة غرداية مؤخرا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه (رضوض في الجمجمة) بمستشفى (تيرشين). ويتعلق الأمر بثاني حالة وفاة تسجل خلال المناوشات بين مجموعات من الشباب تخللتها أعمال تخريب ونهب وإضرام النار في العديد من المحلات التجارية والسكنات وواحات النخيل وسيارات الخواص. وقد تعرض عشرات الأشخاص لجروح خلال هذه المناوشات قبل أن يتم نشر قوات مكافحة الشغب على مستوى مواقع هذه الأحداث لإعادة النظام للمدينة. وبينما يواجه أكثر من 20 ألف تلميذ بغرداية بصفة خاصة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، احتمال اعتبار السنة الدراسية الحالية سنة بيضاء بعد أن توقفت الدراسة لأسبوعين تقريبا خلال أعمال العنف التي بدأت قبل أكثر من شهر، تعمل السلطات بولاية غرداية لإقناع الأولياء بإعادة أبنائهم للدراسة مع توفير ضمانات أهمها نشر رجال الشرطة داخل وفي محيط عدد من المؤسسات التربوية المهددة بالعنف. بلعيز يتوعد مخالفي القانون بغرداية أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أنه إذا كانت تجاوزات بعض أفراد الشرطة في غرداية تشكل (جرائم) في قانون العقوبات فلا بد من إحالتهم على العدالة لتقوم بما تراه مناسبا وفقا للقانون. وصرح السيد بلعيز في تصريح للصحافة على هامش أشغال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت للأسئلة الشفوية: (إذا كانت هناك تجاوزات قام بها بعض رجال الشرطة في غرداية فهي معزولة وفردية وفتحنا تحقيقات في هذه الاتهامات) مضيفا أنه (إذا توصلت التحقيقات إلى إثبات تجاوزات بالفعل فلابد من اتخاذ عقوبات إدارية واذا كانت هذه الأفعال تشكل جرائم في قانون العقوبات لابد من إحالة هؤلاء على العدالة لتقوم بما تراه مناسبا وفقا القانون). وذكر السيد بلعيز أن أعيان منطقة غرداية خلال لقائهم بالحكومة في 2 جانفي الماضي ممثلين ب 12 من الإباضين و12 من المالكين (كلهم أشادوا باحترافية ومهنية الأمن في التعامل مع الوضع) مشيرا إلى أنه كان هناك كذلك بيانات (تشيد باحترافية مصالح الأمن بغرداي).