أجمعت كلمات الوفود الجزائرية المشاركة في احتفالية طرابلس بمناسبة تولي الزعيم القذافي رئاسة الجامعة العربية، على دعم جهود طرابلس الرامية إلى إصلاح العمل العربي المشترك، وفي المقام الأول إصلاح الجامعة العربية، حيث تحدث العقيد القذافي، مطولا، خلال اللقاء الذي جمعه بالوفد الجزائريبطرابلس، عن الإصلاحات التي باتت ''أكثر من ضرورية'' في زمن التكتلات، ومنها العمل على إنجاز الوحدة المغاربية ''دون الإخلال بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره''، وهي جملة المبادئ التي تحدث عنها الزعيم الليبي، حين تطرق لجملة ''الهموم'' التي ترهق كاهل العالم العربي والإسلامي·ووصف القذافي وضع الأمة العربية ب''المأساوي والمؤسف''، مؤكدا أن ''التعويل يبقى على الشعوب والجماهير، وعلى القوى الحية''، قبل أن يستدرك مبديا شيئا من ''التفهم'' بقوله ''عندما تأتي إلى الجزائر أو إلى ليبيا، فإن وضعهما صعب أمام هذا العالم الذي تسيطر عليه الآن هذه القوة التي تمكنت عن طريق العولمة''، كما عرج الزعيم الليبي للحديث عن ''المؤامرات التي تحاك ضد الدول''، ذاكرا على سبيل المثال الجزائر التي قال بأن ''جهودا بذلت للحيلولة دون تحول الجزائر إلى قوة إقليمية شأنها شأن العراق وذلك منذ السنوات الأولى للاستقلال''· من جهة أخرى، عبر القذافي عن ''أسفه لعدم تمكنه من التنقل إلى الجزائر شخصيا لتعزية أخيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه''· وكشف القذافي أن ثورة الفاتح بقيادة الضباط الوحدويين الأحرار ''كانت من بركة دعم الشعب الليبي للثورة الجزائرية''، وفي هذا الشأن قال إن ''أول اعتقال تعرض له كان بسبب مظاهرة قادها دعما للثورة الجزائرية'' أين ''التقى في السجن بزملائه من الضباط الأحرار الذي قاد رفقتهم ثورة الفاتح''، مؤكدا أن ليبيا كان لها دور مهم في دعم الثورة الجزائرية باعتبارها ''كانت معبرا أساسيا''·وفي سياق متصل، دعا الزعيم الليبي الجزائريين إلى ''التأسي بالليبيين في إرغام مستعمر الأمس على الاعتراف بجرائمه الاستعمارية والتعويض عما لحق بالجزائريين من أضرار'' · أما من الجانب الجزائري، فقال رئيس حركة مجتمع السلم الشيخ أبو جرة سلطاني، بأن حلم الإصلاح العربي اليوم ''قد يتحول إلى حقيقة كما هو الشأن بالنسبة للكثير المشاريع التي كانت بالأمس أحلاما قبل أن تكون مدينة سيرت الليبية محضن ميلادها على غرار الاتحاد الإفريقي''، ودعا إلى ضرورة دعم جهود الإصلاح العربي ''على مستوى المؤسسات الرسمية وتفعيل آليات العمل العربي والإسلامي خاصة في ظل التكتلات''، أما ميلود شرفي، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديموقراطي، فعرج على مشكلة الصحراء الغربية، مؤكدا أن الاتحاد المغاربي ''يجب أن يمر-لا محالة- عبر حل قضية الصحراء الغربية في ظل الشرعية الأممية والإرادة الصحراوية في تقرير المصير''· أما محمد عليوي، عضو المكتب السياسي وممثل حزب جبهة التحرير الوطني، فأشاد بدور الزعيم الليبي في العمل على النهوض بالأمة العربية وكذا جهوده، إفريقيا ومغاربيا، مؤكدا دعمه للمسعى الليبي بقيادة الزعيم معمر القذافي ''في إصلاح الجامعة العربية''· مبعوث ''البلاد''إلى الجماهيرية الليبية: