يعاني سكان بلدية تالة إيفاسن الواقعة شمال ولاية سطيف من تدني الخدمات الصحية على مستوى العيادة الطبية الوحيدة بالمنطقة، التي لا ترقى خدماتها إلى ما يأمله السكان، الذين يترقبون تجسيد مشروع مستشفى جديد الذي طال أمده بالرغم من استكمال كافة الإجراءات الإدارية والدراسة، وتخصيص أرضية له إلا أن أجل التشييد غير معلوم، ليبقى الوضع على حاله بل ساء أكثر في ظل تزايد عدد السكان وتراجع منسوب الخدمات الصحية المقدمة، وقد أبدى سكان المنطقة امتعاضهم الشديد تجاه الوضعية المتدهورة للعيادة، التي لا تتوفر على المواصفات الواجب توفرها، ويعرف المقر تصدعات وتشققات تثير فزع العاملين بها باستمرار، وتتحول خلال فصل الشتاء إلى بركة من الماء بعد تسرب مياه الأمطار إلى داخلها من السقف ويجد الطاقم العامل بها صعوبات جمة في أداء مهامه، فضلا عن انعدام سيارة إسعاف من شأنها نقل المرضى والحوامل إلى المستشفيات لتفادي الأخطار التي تصيبهم وهوالأمر الذي يدفع أهالي المنطقة إلى نقل مرضاهم على متن سيارات "الفرود" وعلى حسابهم الخاص. كما يظل ضعف الإسعافات الأولية ونقص الأمصال والتلقيح وندرته في بعض الأحيان وغياب جهاز الأشعة زاد من متاعب السكان ودفعهم لشد الرحال إلى المدن الكبرى ومنها عاصمة الولاية لإجراء الفحوصات ومختلف التحاليل الطبية والكشوف المختلفة، وتظل مشكلة تأخر وصول الطبيب العام الوحيد في العيادة إلى مقر العيادة هي الأخرى من الانشغالات التي تؤرق السكان، خاصة إذا علمنا أن العيادة تفتح أبوابها خلال الفترة الصباحية فقط مما جعل المرضى يتوافدون عليها منذ الساعات الأولى من الفجر قصد الظفر بالدور في تلك الطوابير الطويلة والعريضة، وهو ما تأسف له مسؤولو العيادة الذين أكدوا أنهم يتلقون متاعب كثيرة من طرف المواطنين في ظل الضغط السائد. من جهتها طمأنت مصالح بلدية تالة إيفاسن السكان بخصوص المشروع الجديد المتمثل في المستشفى المذكور، مؤكدة أنه على مشارف انطلاق عملية الانجاز، والتأخر راجع فقط إلى وجود مشاكل إدارية وكذا رغبة المصالح المعنية في تحويله إلى مكان آخر دخل تراب البلدية يكون أفضل من المكان المخصص له حاليا.