يعيش سكان بقعة أقاداين التابعة إداريا لبلدية بريرة الواقعة بحوالي 100 كلم شمال شرق ولاية الشلف، حياة بدائية لا مثيل لها حسب معاينة ميدانية قادت ''البلاد'' إلى المنطقة المنكوبة بجميع المعايير بسبب العزلة وصعوبة التضاريس ناهيك عن المشاكل والنقائص التي يتخبطون فيها كانت وراء هجرة العشرات من الأسر· وشهدت المنطقة التي يعود تاريخ نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية، نزوحا كبيرا مع مرور السنين بالأخص خلال العشرية الماضية لأسباب أمنية والظروف المعيشية الصعبة، حيث يعانون من انعدام وسائل النقل وتدهور المسلك المؤدي إلى مركز بلدية بريرة على طول 8 كلم، مما يتحتم عليهم في اغلب الأحيان قطع المسافة المذكورة مشيا على الأقدام أو اتخاذ الدواب كوسيلة للتنقل من وإلى مركز البلدية سواء في حالة نقل المرضى وكبار السن أو اقتناء وحمل بعض اللوازم والحاجيات الثقيلة·كما يشكو سكان هذه البقعة من انعدام المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يجبر الأطفال والآباء على البحث المستمر عن مصادر هذه المادة الحيوية، إذ يلجأ ''غلابى'' المنطقة إلى استعمال ظهور الدواب من اجل التنقل إلى التجمعات السكانية المجاورة أو مقر البلدية متحملين مشقة قطع مسافة 16 كم ذهابا وإيابا لجلب الماء الشروب، في غياب البدائل واستحالة وصول الصهاريج المائية المتنقلة إلى مقر سكناتهم نظرا لصعوبة المسالك، حيث يتم اقتناء الصهاريج من مناطق مجاورة بأثمان باهظة تصل إلى سقف 800 دج للصهريج الواحد·والمشكل الآخر الذي يؤرق سكان بقعة أقاداين يكمن في التغطية الصحية المنعدمة تماما بالمنطقة، بحيث في اغلب الأحيان ينقل المريض إلى أقرب مستوصف يقع بمركز البلدية على ظهر الدواب في ظل اهتراء الطريق وصعوبة المسلك المعروف بانحداراته الوعرة مما يشكل خطورة على كل مركبة تزور هذه المنطقة لأن أي خطأ أو زلج سيكون مصير مستعملي هذا الطريق الموت لا محالة·وتضاف إلى قائمة المشاكل المذكورة، معاناة هؤلاء السكان من غياب خدمات غاز المدينة وأيضا صعوبة الحصول على قارورة غاز البوتان، إذ يتطلب ذلك تضحيات ودفع مصاريف إضافية وفي اغلب الفترات تلجأ نساء هذه المنطقة إلى الطهي التقليدي باستعمال الحطب وحتى التدفئة وتبقى الوسيلة المثلى المستعملة هي الحطب وخاصة من نوع الصنوبر في ظل توفر هذه المادة بالمنطقة·