يستمر الإعلام المغربي في استعمال عنوان الحدود في ممارسة مزيد من التحرش بالجزائر، فبعد الدعوات المزمنة لإعادة فتح الحدود المشتركة المغلوقة منذ 1994، وقضية اللاجئين السوريين التي افتعلها المخزن ضد الجزائر، هاهو اليوم يعود مجددا للترويج لقضية جديدة يدعي من خلالها أن مواطنين مغاربة عالقون في المنطقة الحدودية بين الجزائروتونس. ويتمثل الادعاء المغربي الجديد، والذي أورده موقع "هيسبريس" الواسع الانتشار في المغرب، على لسان أحد مواطنيه الذي قال " بأنه كان مسافرا قبل أيام قليلة إلى تونس عبر بوابة "المريج" القريبة من مدينة تبسةالجزائرية، بعد أن ختمت جوازه السلطات الجزائرية، بيد أن السلطات التونسية منعته من ذلك رغم ظروف البرد القارس حينها"، مضيفا "عندما رجع إلى الجزائريين ألغوا خروجه وقالوا له إن هذا الأمر يحدث مع جميع المغاربة، وحاول الدخول من بوابة أخرى اسمها بوشبكة، لكن تم منعه أيضا، وهو نفس الأمر الذي حدث له في بوابة "راس العيون". والغريب في الموضوع هو انتقاده لإجراء قانوني تتخذه السلطات الجزائرية، والذي يقتضي إعادة ختم جواز سفر كل مقيم جزائري على أرضها بعد مرور 3 أشهر من دخوله إليها، وهو ما يدفع هؤلاء المغاربة ومعظمهم من العاملين بالجزائر إلى مغادرة الجزائر نحو تونس ثم إعادة الدخول حتى يتم ختم جواز سفرهم مجددا. وبالرغم من اقرار الموقع المغربي بأن المشكل يكمن في الجانب التونسي وليس الجزائري، فإنه أراد حشره في القضية، وكأنه يريد أن يوحي بأنه "لولا إقرار الجزائر لقانون إعادة ختم جواز السفر كل ثلاثة أشهر لما حصل هذا المشكل أصلا"، بالرغم من أنه إجراء تقوم به جميع دول العالم وفق صيغ متعددة ومنها المغرب نفسه. وواصل المغرب ادعاءاته ضد الجزائر، محاولا اللعب على الوتر العاطفي والإنساني، حيث أشار إلى أن الحل الوحيد الذي بقي أمام المغاربة المقيمين بالجزائر هو السفر عبر الطائرة التي تكلفهم تذكرة سفر تصل إلى 2 مليون سنتيم، وهو ما لا يطيقه عمال بسطاء. وتدخل هذه الادعاءات المغربية الجديدة ضد الجزائر ضمن الحملة التي يقودها المخزن وإعلامه التي تهدف للضغط عليها من أجل إعادة فتح الحدود، من خلال الإيحاء أنه لو كانت الحدود المشتركة بين البلدين مفتوحة لكان العود إلى بلدهم وإعادة الدخول إلى الجزائر مجددا هو الطريقة الأفضل لإعادة ختم جوازات سفر المغاربة المقيمين بالجزائر، وليس اللجوء إلى تونس التي يواجهون صعوبات ومشاكل في الدخول إليها في هذه الظروف.