عرضت بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" في العاصمة مساء أول أمس، مسرحية "القصائد المحترقة" لمؤلفها جمال سعداوي والمخرج جمال قرمي التي حاولا خلالها إعادة الاعتبار للمثقف العربي في خضم التحولات السياسية الراهنة. وتروي هذه المسرحية التي تعرض لأول مرة في قرابة ساعة من الزمن؛ واقع المثقف العربي الذي يجد نفسه أحيانا في مواجهة ضميره وأحيانا أخرى في مواجهة شخصيات نافذة في المجتمع جبلت على نوايا سيئة تلح على الدفع به إلى التخلي عن مبادئه لصالحها. ويحاول نص المسرحية الذي جاء في قالب شاعري باللغة العربية الفصحى إبراز دور المثقف والمفكر العربي ومقاومته ضد أشكال الابتزاز وكذا مقاومة أبناء جلدته من مثقفين آخرين تنازلوا عن مبادئهم خدمة لأغراض بغيضة وأصبحوا يسيرون وفق ما يمليه عليهم أصحاب القرارات وذلك لبث أفكار تحد من التفكير العقلاني ومن حرية التعبير. ويؤدي الممثلون المتخرجون من المعهد المركزي للتمثيل أدوارهم على الركح وسط "ديكور" بسيط يترك المشاهد يركز على الموضوع المقترح أكثر منه على الأمور الجمالية، وهو ما يحيل إلى مسرح كاتب ياسين أو المسرح الشعبي الذي تميز به الكاتب والمسرحي. من ناحية أخرى، أراد كاتب النص الشاعر جمال سعدواي من خلال هذا العرض، أن يظهر "المثقف الحقيقي النير داخل المجتمع من خلال الابتعاد عن الانزواء في الزوايا المعتمة ودعوته إلى النزول إلى الميدان والاحتكاك بالمجتمع وطموحاته وآماله، وأن يقف في وجه المثقف المنبطح الذي تحول إلى مطية يعتليها الآخرون لبلوغ مآرب عليا". وأوضح الشاعر أن العمل المسرحي جاء ل"إعادة النظر في دور المفكر والكاتب والشاعر الذي عليه أن يصنع واقعا أفضل بأحداث تحول جذري في ذهنية المجتمع وأن يلتف حول الأفكار بدل الأشخاص". وستعرض مسرحية "القصائد المحترقة" خلال شهر مارس القادم في كل من قاعاتي "الموقار" و"ابن خلدون" في العاصمة، ودار الثقافة ب"القليعة"، ولاية تيبازة.