يرى المخرج المسرحي جمال قرمي أن العمود الفقري لنجاح أي عرض مسرحي هو إختيار النص و الإيمان به و بالأفكار التي يحملها و يطرحها للنقاش، إلى جانب أمور أخرى تتعلق في اختيار الممثلين و الشخصيات التي تجسد العرض على ركح مسرح و الجهة المكفلة بإنتاج العرض. و أضاف جمال قرمي خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر اتحاد الكتاب، كاتب النص جمال سعداوي و المنتج ياسين جروي،للحديث عن عملهم المسرحي الجديد الذي سيعرض أمسية غد الاثنين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي و الموسوم ب" القصائد التي احترقت". أضاف أن توفر هذه الشروط تضمن إنتاج عرض متكامل يصلح لتقديمه على الخشبة ، مؤكدا في السياق ذاته أن طبيعة النص و الموضوع المعالج ( القضية و الأفكار المطروحة) هما اللذان يفرضان على المخرج رؤية إخراجية معينة، و عن نص "القصائد التي احترقت" قال المتحدث أنه وجد صعوبة في تقديم رؤية نظرية لهذا النص الذي يعالج قضية تعد من أهم القضايا المطروحة في الوقت الراهن و هي قضية "مثقف السلطة"، ما جعله يعتمد على المنهج الواقعي لستانسلافسكي ممزوجا بالمنهج البيوميكانيكي (لمايرهولد) الذي يعتمد على لغة الجسد و حركة الممثل على الخشبة في آن واحد، مشيرا أن سينوغرافيا العرض ستعتمد بشكل كبير على أداء الممثلين اللذين سيعملون على تغير لوحات العرض حسب كل مشهد، هذا إلى جانب اعتماده على المسرح المعاصر المبني على الصورة التي ستضيف لمسة فنية وجمالية للعرض. و بخصوص العرض يقول المتحدث انه يحاول من خلاله إلى تأسيس إلى مشروع مسرحي يحمل قضية تخص مجتمعنا المحلي و المجتمع العربي و يقدم متعة فنية يمكن أن يعد بها الجمهور الذي غاب عن المسرح منذ سنوات، مضيفا في سياق أخر أن أي عمل مسرحي يقوم بإنتاجه يعتبر ورشة تكوينية يدرب فيها الفنان على اكتشاف جسده، فكره ، موهبته و قوة أداءه. أما عن موضوع العرض فقال المتحدث أنه يعالج العديد من القضايا تتعلق ب "مثقف السلطة"، المثقف الذي أضحى في الآونة الأخيرة بوقا لسلطة يتغني بشعاراتها بعد أن تخلى عن ضميره الأخلاقي و المهني في تأدية واجبه نحو مجتمعه بانتقاده للواقع. من جانبه أكد كاتب النص جمال سعداوي أن هذا النص بقي لأكثر من ستة سنوات في أدراجه ينتظر من يؤمن به و بالقضايا التي يحملها، يعد مشروعه في بناء حضاري جديد مبني على أفكار مشتركة تأسس لمنظومة اجتماعية لها قيمها و مبادئها، تركز على المجتمع و ليس على الفرد، كما يتحدث النص حسب الكاتب على المثقف الذي باع قلمه و ضميره و حجب النور على كل ما هو حقيقي على حساب مجتمعه الذي هو بحاجة إلى من يناضل من أجله و من اجل أفكاره، مضيفا في السياق ذاته أن "القصائد التي احترقت" و إن كانت من دلالات هذا العنوان لمسة شاعرية فهي تحمل مأساة حقيقية تمس جوانب فكرية و سياسية يعاني منها المجتمع. من جهته تحدث منتج العرض محمد ياسين بجاوي عن الصعوبات الذي يوجهها أي منتج في أنتاج أي عمل فني لا سيما العمل المسرحي مضيفا أن دعم الذي تقدمه الوزارة لا يكفي لإنتاج مثل هذه العروض الذي يتطلب أموالا ليتجسد على الركح، كما تحدث عن تعاونيته "فايس تروب" التي تأسست سنة 2011، و لها في رصيدها عرضيين مسرحيين "المسلوب" الذي كان من اخرج رفيق محمد ضيف ، و "ركلة حصان" الذي شاركت من خلاله في الأيام الوطنية للمسرح بسكيكدة السنة الماضية. للإشارة، سيشارك في تجسيد هذا العمل ركحيا كل من الممثل الفلسطيني محمد علي ديب، نادية لحماري، مليكة قطني، مهدي العيد، محمد جلولي، بالإضافة إلى محمد رفيق ضيف.