يمر موسم صيف ويأتي آخر عسى أن يتم إعادة إحياء السياحة ببومرداس وإيقاظها من سبات استمر سنوات لكن الوضع في كل مرة هو نفسه فلا تزال إلى غاية اليوم أكثر من 14 منطقة سياحية على مستوى ولاية بومرداس غير مستغلة باعتبار أن أغلبها مهجورة من السكان منذ سنوات التسعينيات حيث تحولت معاقل للجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بالمنطقة وحالت دون الشروع في بعث مختلف مشاريع التنمية بالرغم من تسجيل عودة الهدوء النسبي إلى بعض منها، إلا أن ارتباط تاريخ هده المناطق بسنوات الجمر وعدم إعمارها مرة أخرى من السكان لا تزال تعيش العزلة والتهميش رغم وجود مبادرات ضعيفة اقتصرت على اقتراح المناطق التي من شأنها المساهمة في توسيع المناطق السياحية المستغلة وقد تم اختيار منطقة ''إغيل'' بغابات سيدي علي بوناب الواقعة بأقصى شرق الولاية ببلدية الناصرية بالحدود مع ولاية تيزي وزو التي تعتبر من أشهر معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بالمناطق الشرقية للولاية تحت لواء كتيبة الأنصار· وقد تم اقتراح هذه المنطقة التابعة لأملاك الدولة نظرا للسحر الطبيعي الخلاب الذي تتمتع به لوقوعها بأعالي جبل سيدي علي بوناب الشامخة متربعة على مساحة 7 هكتارات، إضافة إلى توفرها على المياه والكهرباء وطرق ومسالك من شأنها استقطاب ملايين السياح من داخل وخارج الوطن وعلى مدار فصول السنة، كما هوالشأن للمناطق الجبلية الثلاث الأخرى التي تم اقتراحها والمتربعة على غابات بلدية الناصرية الساحلية كسد بومراوالمتربع على مساحة 8 هكتارات، ومغارة ''إفري'' ببوعاصم التي تتوفر على منبع ''تالة هلال'' للماء العذب المتربعة على مساحة 15000 م,2 وكذا غابة البلدية الساحرة المتربعة هي الأخرى على مساحة 15 هكتارا·كما تم اقتراح ''المنبع الحموي'' لمنطقة ''ثلاث'' التابع لبلدية عمال وهي المنطقة، ويتربع المنبع على مساحة هكتارين تم اقتراحه كمنطقة توسع سياحي لتوفره على مغاطس قديمة وبقايا من بعض البنايات وهو حاليا في حالة جد متدهورة بسبب الإهمال الذي لحق به منذ العشرية السوداء إلى يومنا هذا فأضحى من المناطق المهجورة والمعزولة بعد إجبار السكان على الرحيل من هذه المنطقة الساحرة التي كانت فيما مضى ملجأ للسياح لفرك أجسادهم ودلكها في تلك المياه المعدنية الصافية المنبثقة من عمق سفوح الجبال· كما تم اقتراح ثلاث مناطق توسع سياحي ببوزفزة ببلدية قدارة بكل من منطقة ''ذراع لحفا'' المتربعة على مسافة 100 هكتار من الأراضي الغابية غير المستغلة والتابعة للمجموعات الفلاحية، وتم اختيارها لتوفرها على الكهرباء والماء، وكذا ''منعرجات بوكردان'' المتربعة على مساحة 50 هكتارا من الغابات المهجورة التابعة لعرش زوقاغة· ويعود سبب اقتراحها لمحاذاتها للطريق الوطني رقم ,29 إضافة إلى غابة ''تاشتيون'' المتربعة هي الأخرى على مساحة 50 هكتارا تم اختيارها لتخلل الغابة لطريق غابي يسحر الأنظار· كما تم اقتراح سد الحميز ببلدية الأربعطاش المتربع على مساحة 8 هكتارات لتوفره للماء والكهرباء وكذا طريق ومسالك· وجل هذه المناطق المقترحة هي عبارة عن أماكن مهجورة من قبل سكانها لأسباب أمنية فحولتها الجماعات الإرهابية المسلحة إلى أهم معاقلها ومعابرها المفضلة تلجا إليها بعد عملياتها الاعتدائية وتلغيمها مساحات معتبرة من غاباتها مما حال دون أدنى شك في تهيئتها بالشكل الذي سيحول جمالها الطبيعي إلى قبلة ومقصد السياح من مختلف ربوع البلاد، كما أن عودة الهدوء النسبي إلى بعض المناطق حال دون الاستثمار فيها واتخاذ الجانب الأمني كغطاء لغياب مختلف المشاريع السياحية، ليبقى اقتراح الخبراء في المجال السياحي مجرد اقتراحات لم تدخل حيز التنفيد بعد رغم أن الاقتراحات هذه التي تعود إلى أكثر من 3 سنوات، ومن شأنها إعادة الحياة إليها وتوفير مناصب شغل رغم أن التنفيذ يبقى بعيدا للوضع الأمني المتدني في هذه المناطق التي لا تزال معاقل للعناصر الإرهابية·