لم يعترض وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وقال في تصريحات له إن "الجزائر بلد سيد وفرنسا تمتنع عن أي تعليق بشأن رغبة الرئيس بوتفليقة في الترشح إلى عهدة رابعة لانتخابات 17 أفريل المقبل"، وأضاف في رده على سؤال مذيع قناة "BFMTV" حول قضية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة قائلا "الرئيس بوتفليقة نعرفه تمام المعرفة، أراد أن يترشح للرئاسيات وتحقق له ذلك وأصبح مترشحا ونحن نحترم قراره بالترشح"، مؤكدا أنه لا يملك "تعليق آخر" حول المسألة، في إشارة إلى أنه لا يمكن لفرنسا بأي حال من الأحوال أن تكون طرفا يساند أو يرفض العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، إلا أن تصريح لوران فابيوس، فهم في الساحة السياسية على أن بوتفليقة هو الرجل الأقرب لنيل الدعم الفرنسي لاعتلاء كرسي المرادية بداية من 2014، خاصة وأن فرنسا تعتبر من أكثر الأطراف الخارجية نفوذا في الجزائر بحكم عاملي التاريخ والجغرافيا، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية بدرجة أقل. وقال لوران فابيوس إنّ الجزائر تسير بكل حرية وأنّ العلاقات التي تجمع بين باريس والجزائر هي علاقات جد "ممتازة" حول المسائل التي تعتبر أساسية مثل المبادلات التجارية والأمن في المنطقة وعلى الصعيد السياسي عموما. وتأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بعد الحملة التي شنتها بعض وسائل الإعلام في بلاده والتي شككت في قدرة الرئيس بوتفليقة على الترشح، بالنظر إلى وضعه الصحي. ولا يختلف موقف وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حول نرشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وهو شأن داخلي بحت للجزائر، عن موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما صرح في حوار تلفزيوني سابق عبر القنوات الفرنسية شهر ديسمبر الفارط أن "الجزائريين لهم كل الحق في تحديد مستقبلهم، وأنه يثق في موعد الانتخابات المقررة في 2014 ، غير أن ثقة هولاند في رئاسيات 2014 فسرت على أن فرنسا تحبذ تولي الرئيس بوتفليقة عهدة رئاسية رابعة". جدير بالذكر أن بعض الوجوه السياسية المعارضة في الجزائر تروج لأطروحة مفادها أن قصر الإيليزيه بباريس والإدارة الأمريكية في واشنطن هما من يصنعان الرؤساء في الجزائر ويمنحان الضوء الأخضر والدعم للمترشح الذي يرغبان في فوزه بالرئاسيات. غير أن المتتبعين لتطورات الوضع في شمال إفريقيا بصفة عامة وفي الجزائر بصفة خاصة يرون أن هذا الطرح مبالغ فيه، وأن الأصح أن نقول أن تأثير هاتين الدولتين يؤخذ بعين الاعتبار، لأن الجزائر ليست دولة معزولة عن العالم. كما أن فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية تهتمان عن كثب بمتابعة الشأن الجزائري، بحكم أن أي تغير أو تطور يحدث في منطقة المغرب العربي بصفة عامة أو في الجزائر على وجه الخصوص يعنيها، وتسعى لمعرفة من سيترأس الجزائر انطلاقا من 2014، وما هي السياسات التي يمكن أن يطبقها بعد توليه للرئاسة، نظرا لما قد يخلفه أي تغيير قد يحدث من انعكاسات على مصالح البلدين في المنطقة