أضحى واقع المستثمرات الفلاحية المنتجة بمدينة مسعد 76 كلم جنوب عاصمة ولاية الجلفة كارثيا على كافة الأصعدة والمستويات، وبالرغم من نداءات الفلاحين المتضررين المرفوعة منذ مدة، إلا أن عدم تدخل السلطات المحلية والمصالح المختصة، بعث أكثر من علامة استفهام وتعجب حول مسألة الصمت غير المبرر، ففي الوقت الذي كان فيه فلاحو منطقة دمد الشرقية يتطلعون فيه إلى توفير مياه السقي، تفاجأ فيه فلاحون من الجهة الغربية المعروفة بشعبة الرمل بقرارات تهدد بإزالة مستثمراتهم الفلاحية المنتجة، على خلفية أنها ملاصقة للمنطقة الصناعية، رغم أن هذه المنطقة لا تحمل غير الاسم فلا صناعة ولا هم يستثمرون. تشير المعطيات المتوفرة لدى "البلاد"، بأن عدد المستثمرات الفلاحية والمهددة بالإزالة، محدد ب6 مستثمرات قائمة ومنتجة، استطاع أصحابها بعد سنوات عدة، من بعث بها منتجات عديدة على غرار المشمش والرمان والعنب، إضافة إلى الخضر على اختلاف أنواعها، مع استخراج المياه الجوفية من إمكانات الفلاحين الخاصة، زيادة على بناء سكنات والاستقرار بالمنطقة ومتابعة فلاحتهم. "البلاد"، التقت عددا من الفلاحين أصحاب هذه المستثمرات، ووقفت على حقيقة المستثمرات المنتجة التي تبين حجم "العرق" الذي ارتوت به الأرض هناك، لتضحى مستثمرات قائمة بحد ذاتها، وقال أحد الفلاحين في تصريح له على أنه أودع ملف استصلاح منذ سنة 2005، وتم تسليمه وصلا بتاريخ 18 /12/ 2005، ومن يومها وهو في انتظار تسوية وضعيته، زيادة على أنه يحوي شهادة استغلال أرض فلاحية والمحرر من طرف بلدية مسعد بتاريخ 03 / 04 / 1999، وكذا شهادة فلاح محررة من طرف الغرفة الفلاحية بتاريخ 21 /03 / 2006، ويؤكد المعني بأن المحضرة القضائية التي قامت بمعاينة الموقع، أكدت وجود أشجار مثمرة منها أشجار المشمش والرمان والتين والزيتون، ليضيف بأن الجهة صالحة للفلاحة. المعنيون بالقضية يؤكدون بأن مصالح الوكالة العقارية ومصلحة البناء والتعمير بدائرة مسعد، قالوا بأن الأرض تابعة للمنطقة الصناعية، وتؤكد المعاينة الميدانية ل"البلاد"، بأن المنطقة الصناعية "ميتة" فلا صناعة هناك، وما هو موجود مستثمرات قائمة بحد ذاتها ومنتجة، ليلتمس الفلاحون المقدر عددهم ب6، من السلطات المختصة ومن والي الولاية، إيجاد صيغة لتسوية الوضعية، خاصة أنهم استثمروا كل شيء في هذه الأرض وحولوها من أرض جرداء إلى أرض خضراء، ويتحدث هؤلاء عن أن عمال من الوكالة العقارية مرفوقين بأعوان أمن، انتقلوا إليهم مؤخرا، و طالبوهم بإخلاء المنطقة، ليجددوا مطلبهم بالتدخل العاجل وانتشالهم من هذا الوضع المزري. يذكر بأن المستثمرات الفلاحية المتواجدة بالجهة الشرقية، أضحت مجرد أطلال بعد أن أخلت السلطات والهيئات المختصة بوعودها ولم يتم توفير مياه السقي وإصلاح مجاري المياه التي كانت منطلقة من واد مسعد، وبعد اهترائها تركت على حالها منذ سنوات عديدة، ليأتي الدور على مستثمرات قائمة بمدخل المدينة الشمالي وتضحى مهددة في وجودها بسبب منطقة صناعية "ميتة" منذ عقود.