أفرج المخرج السينمائي محمد شويخ أخيرا عن فيلمه التاريخي "الأندلسي" الذي أعطيت إشارة تصويره منذ خمس سنوات، لكن تأخر إتمامه بسبب عراقيل مادية حسب القائمين عليه، ليتقرر عرضه شرفيا بعد غد في "قاعة الموڤار" في العاصمة على الساعة السادسة مساء. وقال شويخ في الندوة الصحفية التي نظمت صباح أمس ب"قاعة الأطلس" في العاصمة، ونشطها طاقم الفيلم؛ إنه ليس مؤرخا ولكنه تعامل مع التاريخ بحذر وحرص شديدين، خصوصا في مسألة اختزال أحداث فترة هامة من تاريخ الجزائر والمغرب العربي من خلال عمل سينمائي يستغرق عرضه 135 دقيقة وباللغة العربية الفصحى، إذ حاول الاقتراب بعدسة "الكاميرا" من حالة التعايش والتسامح التي شهدتها الديانات السماوية في إسبانيا قبل أن تصل إلى مرحلة القطيعة والتفرقة، وعند أهم الأسباب التي أدت إلى التوتر منذ سقوط غرناطة وانهيار الحضارة الإسلامية. واستعان المخرج بعدد من الفنانين منهم بهية راشدي في دور الملكة عائشة وحسان كشاش في دور أمير حميد العبد، ومليكة بلباي في دور الأميرة منصورة؛ وآخرون توزعت أدوارهم وفقا لشخوص "السيناريو" الذي كتبه المخرج نفسه وأنتجته الجزائر بالاشتراك مع تونس وإسبانيا. وأوضح شويخ الذي بدا عليه التعب، أنه سيقوم بتحويل فيلم "الأندلسي" بعد مشاهدته بمختلف دور العرض الجزائرية؛ إلى مسلسل تلفزيوني، فيما كشف عن مشروع عمل آخر ظل مؤجلا لسنوات عن الشاعر لخضر بن خلوف. في السياق ذاته، كشفت المخرجة يمينة شويخ، وهي زوجة صاحب "الأندلسي"، أن ميزانية الفيلم الذي صورت أغلب مشاهده بين الجزائروتونس؛ كانت ضخمة، وذلك بالنظر إلى متطلبات أي عمل سينمائي تاريخي، مؤكدة أن الدولة ساهمت بأربعة ملايير ونصف سنتيم، وهي الميزانية التي قالت عنها ضئيلة مقارنة بتكلفة العمل، حيث منحت وزارة الثقافة للمخرج مليار سنيتم من ميزانية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، وملياري سنيتم ونصف من ميزانية تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011"، ومليار سنتيم آخر بعد موافقة لجنة القراءة على الفيلم، لتتوزع باقي تكلفة الإنتاج بين تونسوأسبانيا. وأكدت المتحدثة أن التلفزيون الجزائري عرض في البداية المساهمة في إنتاج الفيلم، ليعدل عن موقفه بسبب مشاكل مادية حسب تبريراتهم - تقول يمينة- طالبين مهلة سنة. كما أوضحت المخرجة أن فيلم "الأندلسي" سيكون بمختلف دور العرض الجزائرية ليتم توزيعه خارج الجزائر مستقبلا، كما سيشارك في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية التي تنظم لاحقا. من ناحية أخرى، تدور أحداث فيلم "الأندلسي" في الفترة التي سقطت فيها "غرناطة"؛ أين قرر سليم ابن أبي حمزة الفقيه المسلم رفقة عائلته وعائلة صديقه إسحاق الخياط اليهودي؛ الفرار إلى مدينة "أندراش" ليستقر هناك رافضا مرافقة "أبو عبديل" إلى منفاه في المغرب، مفضلا الجزائر. وأدت "حروب الاسترداد" الإسبانية التي امتدت لوهران؛ إلى زعزعة المملكة الصغيرة حتى أصبحت مقاطعة تابعة ل"العرش الإسباني".