يرى رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أبو جرة سلطاني، أنه يتعين على الرئيس الذي ستفرزه صناديق الانتخابات صبيحة يوم 18 أفريل الجاري، أن يفكك خمسة ألغام، زرعت على خطوط التماس داخل أطراف السلطة ويخاطب زعيم حمس السابق، من خلال الرسالة التي بعث بها إلى الصحافة الوطنية، وحصلت "البلاد" على نسخة منها، عنونها ب "قبل أن يقع الفأس على الرأس.. هذه أخطر الألغام التي يتعين على "فخامته" تفكيكها"، رئيس الجزائر القادم، وإن كانت الرسالة تشير إلى شخص الرئيس المترشح بوتفليقة، صراحة، إلا أنه يتراءى من خلال إيحاءات الشيخ، أنه يقصد بوتفليقة، خاصة وأنه يتمنى بعد توجيه الرسالة أن "يتسع صدر فخامته بسعة مساحة الوطن لا بضيق صدور البطانة التي توهم الزعماء بأنها مهدت البساط لهم للوصول إلى سدة الحكم". ويرى الشيح أن "فخامته" سيجد "نفسه قبل أداء اليمين الدستورية مجبرا على إحداث مصالحة بينية قبل أن يتسلم رسميا خريطة الألغام التي تم زرعها بين عام 2011 و2014"، محذرا من مشروع "ألغام أخرى سيتم زرعها خلال العهدة المقبلة بين 2014 و2019"، لم تعد كما تقول الرسالة "ممسوكة مائة بالمائة بأيدي خبراء تفكيك الألغام التقليديين، لا سيما منها ما يطبخ على مستوى الجبهة الاجتماعية وامتداداتها الأمنية على الحدود وداخل الجزائر". ويجد أبو جرة أنه من الأولوية أن يسارع الرئيس القادم إلى تفكيك خمسة ألغام، تفجيرها أو الخطأ في تفكيكها سيكلف الجزائر غاليا، أولها الاستقرار المشروط، لاعتقاده أن "الذين زرعوه في زمن الكل أمني جعلوا الأسلاك الواصلة بين استقرار الوطن والتداول السلمي على السلطة مرتبة باستمرارهم في الحكم، معرجا على اللغم الثاني الذي زرع خلال 25 سنة، أي بعد أحداث أكتوبر 88، وهو ما يصطلح عليه بالتوافق السياسي، الذي "كرسته مختلف الحكومات بلغ درجة تصنيف المواطنين إلى موالين ورعايا حسب طبيعة التصويت الانتخابي"، وهو ما أسقط قيمة "حق المواطنة وقيمة العمل والإنتاج بالاعتماد على التوزيع غير العادل للوظائف والمراتب والريوع". ويعود أبو جرة إلى الاحتجاجات المتصاعدة التي لم تتوقف منذ جانفي 2011، بعدما عجز احتياطي النفط "عن تلبية المطالب اليومية الآخذة في التوسع.. أمام تآكل منسوب الثقة بين الحاكم والمحكوم"، وصولا إلى ضرورة الانفتاح على الأجيال، وهو أحد الألغام التي يتعين على "فخامته" تفكيكها لكون الجيل الجديد "أثبت تفوقه الافتراضي على جيلين"، وينبه أبوجرة إلى إنه، أي الجيل الجديد "عاقد العزم على نقل المعركة الالكترونية الافتراضية إلى ميادين الوطن كله"، متوقفا عند اللغم الخامس، وهو ما يحيط بالجزائر إقليميا، مشيرا إلى أن الأمن ليس مهمة عسكرية تضطلع بها مؤسسة الجيش وأسلاك الأمن، وأنه "لا يتأتى إلا برد الاعتبار لمبدأ المواطنة والحريات والشراكة السياسية والشفافية والمساءلة والحساب".