انطلقت نهاية الأسبوع بالعاصمة الفرنسية باريس، تظاهرة " بانوراما سينما المغرب" التي تستمر إلى غاية يوم غد الأحد الثالث عشر من أبريل الجاري، بمشاركة عدد من الأفلام الجزائرية والتونسية··· وتشارك الجزائر وتونس للمرة الأولى في "بانوراما سينما المغرب" التي اقتصرت من قبل على سينما المغرب، وتتطرق في دورتها الثالثة إلى مواضيع المنفى والهجرة والأحلام وتستعيد الذاكرة وتحاول رصد تحولات المجتمعات، وتهدف بالأساس إلى تعريف المهاجرين وأبنائهم، وكذلك الفرنسيين بهوية هذه السينما التي شهدت منذ انطلاقها نجاحا وتوافد حوالي أربعة آلاف مشاهد على عروضها العام الماضي· التظاهرة افتتحت بفيلم "الحطاب " (1972) للمخرج الراحل محمد بوعماري، وهذا الفيلم وحده يشكل مؤشّرا على قيمة السينما الجزائرية، إذ يعدّ نقطة تحوّل تدلّ على ولادة السينما الجزائريةالجديدة التي شهدتها مرحلة السبعينيات، ويعالج فيلم "الحطاب" التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الجزائري في السبعينيات، من خلال سيرة رجل شارك في الثورة وعمل بكد، ليجد نفسه فجأة ومع وصول الغاز إلى المنازل من دون مصدر رزق، في هذه الأثناء، تجد زوجته لها مكانا في أحد مصانع النسيج التي فتحت أبوابها في القرية المجاورة· ويسلّط الفيلم نظرة عميقة على العالم القروي في مواجهة زحف التصنيع، الذي يتواكب وولادة طبقة اجتماعية وصلت إلى مناصب وظيفية بالاستغلال ودون جهد يذكر· كما يتمّ عرض في فئة الأفلام القصيرة "إنّه الأحد" للممثل الجزائري محمد قاسمي، الذي يمر عبره إلى وراء الكاميرا، وفيلم "شاشة الخريف" لعلاء الدين سليم، و" 3 سويتات" لخالد بن غريب، والفيلم الوثائقي "بجانب بيتنا" لرحمة بنحمو مدني، التي تصوّر أهلها وحياتهم بين المنفى في فرنسا وبيتهم في الجزائر، محاولة استطلاع ذاكرة بلادها، إلى جانب فيلم "سفر ناديا" لكارمين غارسيا وناديا زاوي وفيلم "أمينة أو اختلاط المشاعر" للوريت ارزقي، وأيضا فيلم "الجانب الآخر" لفلورانس نعيمة بينوا· وفي فئة الأفلام الروائية، يعرض للجزائر فيلم "ارزقي لانديجان " لجمال بن ددوش وهو أحد الأفلام التي أنتجتها فعاليات "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، ويصوّر بوعلام غيرجو في "العيش في الجنة" سيرة المهاجر الجزائري العامل في البناء، والذي يجلب عائلته للعيش معه ليطرد شبح الوحدة وهو يحاول إيجاد مسك لائق لأفراد أسرته في دنيا الاغتراب، أمّا المخرج علي موسوي فيشارك ب "ميمزان: البنت ذات الجدائل"· وتولي البانوراما هذا العام اهتماما خاصا للفيلم القصير، الذي ستكون له جائزة للمرة الأولى تمنحها لجنة من الطلاب الثانويين، وكانت صناعة الفيلم القصير شهدت تحسنا ونموا في المغرب العربي في السنوات الأخيرة، وتعرض البانوراما تسعة أفلام قصيرة التي كوفئت في تظاهرات عدة، بينها فيلم "نفايات" للتونسي لطفي عاشور وأفلام المغاربة بوسلهام ضعيف "مانكان" ومحمد مفتكر "آخر الشهر" وفيلم "سارة" لخديجة ليكلير· في الوثائقي، يقدّم فيلم المغربية فريدة بليزيد "كازانايدا"، وهو يرصد الحركة الثقافية التي يقودها الشباب في البلاد منذ التسعينيات· كما تلتفت دليلة النادر في شريطها الأخير "أريد أن أحكي لكم" إلى موضوع حقوق المرأة في المغرب، حيث المسألة كانت دائما أمرا حساسا ومرتبطا باستمرار بالتقاليد· من المغرب أيضا، شريط "طنجة حلم الحراقة" لليلى كيلاني، بينما يصوّر التونسي المنصف ذويب قصة كوميدية في "التلفزة جاية"· وتتضمن البانوراما طاولة مستديرة حول "السينما والمجتمع في المغرب"، إضافة إلى لقاءات مع المخرجين والفنانين، كما تحيي أمسيات موسيقية مع مغنيات وفرق موسيقية من المغرب·