اختلفت توقعات السياسيين وممثلي الأحزاب بخصوص احتمال ذهاب رئاسيات 17 أفريل إلى دور ثان، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد بأن التنافس محموم بين مترشحين اثنين في الحملة الانتخابية، من أصل ستة مترشحين، وهما رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس والرئيس المترشح لعهدة رئاسية رابعة عبد العزيز بوتفليقة، وقد وضعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية كافة الاحتياطات تحسبا لكل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال ذهاب الانتخابات الرئاسية لدور ثان، الذي إذا أجري، فإن الحملة الانتخابية التي يقوم بها المترشحون للدور الثاني ستفتح قبل اثني عشر يوما من تاريخ الاقتراع، وتنتهي قبل يومين من تاريخ الاقتراع، وحددت سقف تمويل الحملة للرئاسيات ب6 ملايير سنتيم في الدور الأول، و8 ملايير في الدور الثاني. سعيد بوحجة: "نراهن على فوز بوتفليقة في الدور الأول، لكن لا نستبعد احتمال الدور ثاني" وفي رده على سؤال ل«البلاد" حول احتمال ذهاب الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل إلى دور ثان، قال سعيد بوحجة عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني المساندة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة في اتصال ب«البلاد" أن منشطي حملة بوتفليقة يراهنون على فوز مرشحهم في الدور الأول، ولكن التصويت هو الذي سيحدد ذلك، وقال بأن حشود الجماهير التي تشارك في التجمعات الانتخابية الخاصة بحملة بوتفليقة تؤكد بأن الانتخابات ستحسم في الدور الأول لصالحه، إلا أن العدد الهائل من المواطنين الفضوليين الذين يحضرون في تجمعات كل المنتخبين قد يخلط الحسابات في آخر لحظة، خاصة أن العديد من المواطنين يشاركون في كل التجمعات بدافع الفضول أحيانا، وأحيانا أخرى بدافع الإطلاع على برامجهم، وذلك إلى جانب مشاركة المساندين لبوتفليقة بطبيعة الحال. عبد الرحمن سعيدي:"إذا نظم دور ثان ستحدد قيادة الحركة موقفها الجديد" فيما قال عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس الشورى السابق لحركة مجتمع السلم المقاطعة للرئاسيات، إنه وبالرغم من أن حزبه مقاطع لهذه الانتخابات إلا أنه كملاحظ وكسياسي يرى بأن "الانتخابات لم يسبق لها أن شهدت دورا ثانيا وفي كل الاستحقاقات الانتخابية التي عرفتها البلاد، إلا أنه تابع يقول إنه "من خلال المتابعة لمجريات الحملة الانتخابية أرى بأنه لا توجد المؤشرات الكافية على احتمال الذهاب لدور ثان، لأن الانتخابات الحالية منحصرة في التنافس بين اثنين، وهما المترشحين بن فليس وبوتفليقة، ويبدو ذلك جليا من خلال التجمعات، مؤكدا بأن طبيعة التنافس بين المترشحين في الدور الأول جعل الدور الأول يبدو وكأنه دور ثان". وعما إذا كانت حركة مجتمع السلم ستستمر في مقاطعتها الرئاسيات في حال تم تنظيم دور ثان، أكد سعيدي أن قيادة الحركة ستجتمع للفصل في القرار، متوقعا بأن يكون القرار مقاطعة الدور الثاني كذلك. حليم بن عطا الله: "لا أرى مؤشرات للدور الثاني وبن فليس سيفوز في الدور الأول" من جهته، أكد حليم بن عطا الله، كاتب الدولة مكلف بالجالية في الخارج سابقا وسفير الجزائر ببروكسل سابقا، والمساند للمترشح علي بن فليس حاليا، في اتصال ب«البلاد" أنه لا يرى أي مؤشرات للدور الثاني، مضيفا بأن الحضور الشعبي في تجمعات بن فليس يؤكد أن هناك تأييد شعبي واسع له. وفي المقابل، نرى بأن المشاكل التي يواجهها باقي المترشحين، تعتبر مؤشرات سلبية، ضدهم، مما يساعد بن فليس، على الفوز في الدور الأول، ولا نتمنى مطلقا دورا ثانيا لأنه سيطيل من عمر المنافسة ويمس باستقرار البلاد". محند أرزقي فراد: "كل المؤشرات تؤكد الدور الثاني" أما الناشط السياسي المعارض محند أرزقي فراد، فقد أوضح في تصريح ل«البلاد" أن "كل المؤشرات تؤكد أن الانتخابات الرئاسية ستحسم في دور "لن نسكت في حال صودرت أصواتنا وزوت الانتخابات". وقال أرزقي فراد إنه "من بين المؤشرات الموجودة في الميدان والتي تؤكد أن الرئاسيات ستحسم في دور ثان، مرض الرئيس وعدم حضوره في الحملة، الذي جعل الكثير من الجزائريين يقتنعون بأنه لن يحكم إذا فاز، ومن ثم فإن الكثير ممن صوتوا عليه في العهدات الماضية لن يصوتوا عليه، وثانيا نلاحظ أن حملة الرئيس باهتة، ففي تجمع حرشة مثلا نلاحظ أن القاعة لم تكن ممتلئة عن آخرها، بالإضافة إلى تعرض الوزراء الذين يقومون بالحملة للرئيس بالوكالة حيثما ذهبوا لمشاكل مع الجمهور، وكذا بالإضافة إلى الرسالة المهمة للرئيس الأسبق اليامين زروال، الذي دعا الناس إلى عدم الانتخاب، وكذلك رسالة رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي طلب من الجيش عدم السماح بالعهدة الرابعة، كل هذه العوامل تؤشر على أن الصندوق سيأخذنا على الأقل لدور ثان". موسى تواتي: إذا لم يتم إجراء دور ثان سيكون دليلا على التزوير من جهته، اعتبر مرشح الانتخابات الرئاسية موسى تواتي أمس، في تصريحات له، أنه إذا لم يتم إجراء دور ثان في الانتخابات الرئاسية سيكون دليلا على تزوير هذه الانتخابات، وقال ردا على سؤال بهذا الخصوص "لا يمكن لمرشح السلطة أن يفوز على منافسيه الخمسة من الدور الأول."