دخلت مجموعة من إطارات الجمارك الجزائرية بداية من هذا الأسبوع في دورة تكوينية أشرف عليها خبيران أمريكيان من مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لكتابة الدولة الأمريكية، وذلك في إطار برنامج الرعاية في مجال مكافحة الإرهاب. وقد دامت الدورة التكوينية التي خضع لها ثلاثة وعشرون مفتش جمارك ثلاثة أيام كاملة بمعهد التكوين والرسكلة ببن عكنون، وفي بيان تلقته ''البلاد'' من السفارة الأمريكية بالعاصمة أمس، ذكر أن المفتشين الجزائريين تلقوا تكوينا معمقا لاكتساب تقنيات الكشف عن وثائق السفر المزوّرة أو التأكد من صدقيتها واستثمار المزور منها في التحقيقات الخاصة بالجرائم. وحسب بيان السفارة الأمريكية فإن برنامج التكوين ''إيتاف للرعاية في مجال مكافحة الإرهاب يشكل فضاء مهما لتبادل الخبرة الأمنية بين البلدين كما يشكل مصدرا أساسيا لتنقل المعلومة الأمنية بينهما. كما تعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية برنامج الرعاية واحدا من القنوات المهمة التي ستمكن الجزائر من الإسهام في مكافحة الإرهاب من خلال استفادتها من البرامج الأمنية الفعالة المعمول بها والمستحدثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. فيما أشاد البيان بدور الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب كما اعتبر بيان السفارة أن الجزائر حاليا في قمة التقنية في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود، منوها بعودة العلاقات الأمريكيةالجزائرية في مجال التكوين المتبادل على المستوى الأمني إلى سالف عهدها، واعتبر أصحاب البيان أن الشراكة بين البلدين قد تسفر عن تبادل الخبرات وأساليب الكشف عن الوثائق المزورة على مستوى نقاط العبور الدولية. وكان آخر منعطف في العلاقات الأمنية الأمريكيةالجزائرية تصنيف الأمريكان للجزائر ضمن قائمة الدول الأربع عشرة المعنية بالإرهاب قبل ان تتراجع عن ذلك بسبب احتجاج الجزائر وبالأخص حول المعايير المعتمدة أمريكيا لتصنيف الدول وما أعقبها من تهديد الجزائر رسميا باعتماد سياسة المعاملة بالمثل في حال رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الغربية التي حذت حذوها العدول عن قرارها في حق المسافرين الجزائريين عبر مطارات هذه الدول وإخضاعهم دون غيرهم لأجهزة كشف فاضحة. ويأتي التكوين الذي خضع له المفتشون الجمركيون الجزائريون ليؤكد مرة أخرى أن خطوة التصنيف الجزافي وإطلاق الأحكام على عواهنها من الجانب الأمريكي لم تكن خطوة حكيمة ولا قرارا رشيدت ولا فعالا على المستوى الأمني والوقاية من الإرهاب غير أن ترشيد الأمريكان لموقفهم من الجزائر لم يكن إلا ثمرة تواصل بين الطرفين.