دعا مدني مزراق، الأمير السابق لما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، أنصاره لعدم الاستجابة لدعوات "التحريض على التظاهر والخروج إلى الشارع لزرع الفوضى والتخريب خلال الانتخابات الرئاسية". وذكر مرزاڤ في رسالة خاطب فيها الشعب الجزائري أمس عشية الاستحقاقات، تحوز "البلاد" على نسخة منها، أن أصحاب هذه الدعوات "لا يحسنون الصيد إلا في المياه العكرة ولا يستطيعون التحرك إلا في الظلام الدامس". قال الرقم الأول في "جيش الإنقاذ" سابقا في مطلع رسالته أيها الشعب الجريح.. قد تكون الصراحة، صادمة وجارحة.. لكنها حتما، ترفع اللبس، وتزيل الغموض، وتقطع الشك، وتبدد الأوهام. وقد تكون الحقيقة، مرة ومؤلمة.. لكنها قطعا، تنير العقل، وتريح النفس، وتطمئن القلب، وتشرح الصدور"، وهو تلميح لنفي موقف اجتهد مقربون من أحد المترشحين في الترويج له مفاده أن "جناح بالجيش الإسلامي للإنقاذ المحل يكون قد تموقع في صف الانخراط في أحداث الاحتجاجات التي تخطط لها بعض الجهات للتنديد بتزوير مفترض لنتائج الانتخابات الرئاسية". وعاد زعيم "الايياس" سابقا إلى تقييم مجريات الحملة الانتخابية الأسخن في تاريخ الجزائر على الإطلاق، حسب مراقبين، بالتأكيد أن "المتنافسين على كرسي الرئاسة، مع كل أسف، لم يتطرقوا في برامجهم الانتخابية المكتوبة إلى الأزمات القاتلة، التى تعيشها بلادنا.. وبدلا من الذهاب إلى بيت الداء، اختاروا القفز على الحقيقة، والهروب إلى الأمام، وراحوا يتانفسون في تشخيص خاطئ ومظلل للخطر الكبير الذي يتهدد البلاد والعباد، واكتفوا بتقديم الحلول الترقيعية، لمشاكل بديهية، ونتائج حتمية للفوضى المؤسساتية والأخلاقية التى غرق فيها النظام". واختار مرزاڤ صراحة التعليق على جناح قوي من الطبقة السياسية تموقع لدعم عهدة رابعة للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة بالقول "إن العصب المؤثرة، على خلافاتها، اتفقت على بقائه.. والأحزاب المهيمنة، وهي في صراعها وانقسامها، توحدت على دعمه والمنظمات الجماهرية الكبرى كلها تفضل استمراره وتصر على نجاحه.. وهؤلاء كلهم جزائريون، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وهذا خيارهم". وفي الجهة المقابلة، فقد انتقد جماعة رئيس الحكومة الأسبق المترشح علي بن فليس الذي "حاول عبثا كسب تأييد المعارضة المعتمدة لكنه لم يستطع، رغم أنها تتفق معه في كثير مما يدعو إليه.. كما أخفق في إقناع المعارضة المقصية، التى أبدت استعدادها لعقد شراكة نضالية، تهدف إلى تصحيح الأوضاع بالحوار والمصالحة، وتقويم النظام بالحق والمنافسة، وخدمة الشعب بالصدق والمصارحة". كما أطلق النار عليه لعجزه عن حل الأزمات المتراكمة خلال اشرافه على الجهاز التنفيذي الوطني قبل أن يقع في قبضة عصب ضاغطة، حيث شدد أن " الواقع يقول.. إن الذي صعب عليه إحداث وفاق بين أقطاب المعارضة وتردد في طرح أهم قضاياها، وهو حر طليق، لا تقيده إلا مبادئه وقناعاته.. لا يمكنه أن يفعل ذلك وهو في الحكم، عندما يصبح شبه أسير تتقاذفه مصالح العصب الضاغطة". وبعد أن رفض الدعوة للمشاركة في الانتخابات أو التشجيع على مقاطعتها أو تأييد من اختاروا التصويت بالورقة البيضاء، توجه صاحب الرسالة مباشرة "للشعب الجزائري وتحذيره من مغبة الاستجابة إلى نداءات الفوضى والحرق والتخريب، من أي جهة لأن أصحاب هذه الدعوات حيث ما كانوا، لا يحسنون الصيد إلا في المياه العكرة ولا يستطيعون التحرك إلا في الظلام الدامس".