كشف وزير المصالحة الوطنية في مالي الذهبي ولد سيدي محمد، عن لعب الجزائر لدور محوري في إطار الوساطة في الحوار بين الحكومة والأزواد في مالي، حيث يجري تنظيم لقاء بين ممثلين عن الحكومة المالية وما وصفه ب«المسلحين" في مالي في الجزائر، بحثا عن حلول توافقية تنهي أزمة باماكو وتعيد الاستقرار إلى الدولة الجارة. وأضاف ولد سيدي محمد، حسب الإذاعة الفرنسية الدولية، أن تواجده في الجزائر يأتي في إطار مساعي المصالحة الوطنية في مالي، التي تلعب الجزائر فيها دور الوساطة، خصوصا أن لها كلمة مسموعة عند أبناء شمال مالي من الأزواد، كما أنها نجحت في إنهاء أزمتها الأمنية التي شهدتها سنوات التسعينات من خلال ميثاق السلم والمصالحة، مما يجعلها الأنسب للقيام بهذه المهمة النبيلة المتمثلة في لمّ شمل الشعب المالي، كما أن هناك امتداد للطوارق في مالي مع الطوارق في الجزائر، فسكان أدرار مثلا يملكون القدرة على التأثير في إخوانهم من الجانب الآخر، مما جعل الوزير المالي يتنقل شخصيا إلى الجزائر ليبحث مع الحكومة سبل تعزيز الحوار. وكان وزير المصالحة قد التقى وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أين بحثا اجتماع اللقاء الثنائي الاستراتيجي بين البلدين، كما تطرقا إلى عقد لقاء بين حركة الأزواد والحكومة المالية على الأراضي الجزائرية، حيث عبّر الوزير المالي عن تفاؤله للتقدم المحرز في المفاوضات، أملا في أن يصل الطرفان إلى حل قانوني خلال اجتماعهما في الجزائر قبل أن تنتقل المفاوضات إلى مالي. وانقسم المسلحون من أبناء شمال مالي بين مؤيد ومعارض للمفاوضات مع الحكومة، كما أن هناك من يفضل الوساطة البوركينابية على الجزائرية والعكس، خصوصا بعدما تدخل الملك المغربي محمد السادس شخصيا، عبر استقباله رئيس حركة تحرير الأزواد، في محاولة منه لقطع الطريق أمام الوساطة الجزائرية، حيث كشفت وسائل الإعلام عن مساعدات قدمتها الرباط إلى ممثلي الأزواد لإقناعهم برفض الوساطة الجزائرية، واتخاذ المغرب كوسيط في الحوار.