فشل وسطاء الأزمة المالية في جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، وعجزت عن ربط مفاوضات مباشرة مع كل من الطوارق والحركة العربية الأزوادية وكذا الحكومة المالية، يضاف إليها عدد من القبائل المتمردة، وذلك في اليوم الثاني على التوالي من اللقاء المنعقد بواغادوغو، والذي اقتصرت فيه المفاوضات على اتصالات يقوم بها الرئيس البوركينابي مع الفصائل المختلفة، وكذا الأطراف الإقليمية والدولية الحاضرة بغياب ملفت من الجزائر. وحسب مصادر إعلامية، فإن المفاوضات لا تزال متواصلة في العاصمة البوركينابية بصفة غير مباشرة، بين الحكومة المالية و4 حركات أزوادية مسلحة، هي حركة تحرير أزواد، والمجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد المسيطران على مدينة كيدال، بأقصى شمال مالي، والحركة العربية الأزوادية التي لها وجود عسكري في المناطق المالية المحاذية لموريتانيا والجزائر، ومليشيات ”غوندا كوي” المؤلفة أساسا من عرقية ”سونغاي” المناهضة للعرب والطوارق، والمستقرة في المنطقة التي تسيطر عليها القوات المالية بشمال البلاد. وتركزت المفاوضات خلال اليومين الماضيين، على الاتصالات التي يقوم بها الوسيط البوركينابي والأطراف الإقليمية والدولية الحاضرة مع كل طرف على حدة، وغابت الجلسات المباشرة، حيث لم تعقد أي جولة من المفاوضات ولم تلتق الأطراف المشاركة في الحوار على طاولة واحدة، بعد جلسة الافتتاح السبت الماضي، عكس المفاوضات التي أجريت سابقا بين المتمردين الطوارق والحكومة بوساطة جزائرية، والتي عرفت نتائج إيجابية، أدت إلى تسليم أسلحة المتمردين وإلحاقهم بقوات مشتركة مع الجيش المالي ضمن فرق تؤمن منطقة كيدال. وتنحصر مفاوضات ”واغادوغو” على الإجراءات والضمانات الواجب توفيرها لضمان السير الحسن للانتخابات الرئاسية المقررة أواخر الشهر القادم، خصوصا بمناطق الشمال، وأيضا مصير مدينة كيدال التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة المالية، رغم مضي أشهر على طرد حركة ”أنصار الدين”، وحلفائها في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث سيتأجل نقاش مستقبل الإقليم الأزوادي وما يتعلق بذلك من حيثيات وتداعيات، إلى ما بعد انتخاب رئيس شرعي، وتشكيل حكومة تحظى بصفتي الشرعية والاستمرارية.