تشكو العديد من بلديات ولاية عنابة من تذبذب في نشاط الصيدليات، مما حتم على المواطنين القاطنين بهذه البلديات النائية قطع عشرات الكيلومترات لاقتناء احتياجاتهم من الأدوية الموصوفة لعلاجهم. وهي تمثل لهولاء المواطنين معاناة إضافية. وقد سارع مجلس أخلاقيات مهنة الصيدلة لمناقشة قضية الفتح العشوائي للصيدليات بالمدينة، الوضع الذي تسبب في تراجع نشاط الصيادلة وإفلاس بعضهم. وتتجلى هذه المعضلة خاصة في البلديات النائية، مثل التريعات، العلمة، الشرفة وشطايبي. حيث يضطر المواطنون القاطنون بهذه البلديات إلى قطع مسافات طويلة لا تقل عن 50 كلم لاقتناء الأدوية. ورغم توفر العديد من بلديات ولاية عنابة على قاعات للعلاج، إلا أن دورها يبقى سلبيا للغاية. نظرا لعجزها عن تقديم أدنى الخدمات للمرضى وكذا لغياب الوسائل والمعدات الطبية في أغلبها. ناهيك عن نقص الأدوية المطروح بحدة في هذه المناطق البعيدة عن أعين المسؤولين. وذكر رئيس مصلحة الهياكل الصّحية بمديرية الصّحة والسكان بولاية عنابة أن مصالحه، سبق أن فتحت من جانفي 2009 إلى غاية سبتمبر 2013، نحو 109 مناصب لفائدة الرّاغبين المستوفين للشروط المتخرجين من قسم الصيدلة لفتح صيدليات، لكن جلهم رفضوا التوجه إلى هذه المناطق بحكم موقعها البعيد والمعزول، مؤكدا في الوقت ذاته أن الراغبين أحرار في اختيار أماكن إقامة نشاطهم. ويطالب سكان هذه البلديات تقديم تحفيزات للشباب لفتح صيدليات خاصة منافسة بالمناطق النائية لتحسين مستوى الخدمة ولتجنيب المواطن عناء ومشاق التنقل إلى وسط المدينة. ويشير مرضى من المناطق المذكورة التقتهم "البلاد" في إحدى صيدليات مدينة عنابة أن المشكل الرئيسي لا يكمن في فتح الصيدليات بقدر ما يكمن في ضمان الخدمة خاصة في أيام العطلة الأسبوعية وكذا السهر على تلبية حاجيات المرضى خلال فترة الليل في ظل انعدام المناوبة الليلية بالمناطق النائية بشكل عرض في العديد من المرات حياة المواطنين إلى الخطر. وكان مجلس أخلاقيات مهنة الصيدلة كان قد اجتمع خلال الأشهر الماضية، حيث ناقش قضية الفتح العشوائي للصيدليات بالولاية، الوضع الذي تسبب في تراجع نشاط الصيادلة وإفلاس بعضهم. وقد أرجع الصيادلة، خلال نقاشهم، سبب المشكل إلى الاعتمادات العشوائية التي تمنحها مصلحة الصيدلة التابعة لمديرية الصحة والسكان دون التنسيق مع المجلس، حيث منخت خلال السنة الماضية مثلا 32 قرار فتح صيدليات جديدة، فضلا عن التحويلات العشوائية التي تمنحها المديرية للصيادلة، الأمر الذي يبعث حالة من اللاتوازن في هذا النشاط.