فجر المحققون في حادث اختفاء الطائرة الماليزية مفاجأة جديدة ومن العيار الثقيل، حيث قالوا إنها "ربما غير موجودة أصلاً في جنوبي المحيط الهندي"، ما يعني أن عمليات البحث المكثفة المستمرة منذ أسابيع والتي استخدمت فيها الغواصات والطائرات بدون طيار وأحدث أنواع التكنولوجيا ذهبت هباء منثوراً، وأن عملية البحث قد تنتقل لمنطقة أخرى جديدة مختلفة تماماً. وقالت جريدة "هافنغتون بوست" الإلكترونية البريطانية إن الآمال تتلاشى تدريجياً في التوصل إلى أية نتيجة من أعمال البحث الجارية في جنوبي المحيط الهندي بالقرب من السواحل الأسترالية، حيث ساد الاعتقاد طوال الأيام الماضية أن الطائرة هناك، وتم التقاط إشارات في تلك المنطقة يُعتقد أنها من الصندوق الأسود للطائرة. ونقلت صحيفة ماليزية عن مصادر في فريق التحقيق قولها "إن عمليات البحث قد تكون قد تمت في المكان الخطأ، وإن الطائرة ربما سقطت في مكان آخر مختلف". وقال أعضاء في فريق التحقيق الذي يتخذ من العاصمة الماليزية كوالالمبور مقرا للعمل، إنهم قد يضطرون للبدء من الصفر في عمليات التحقيق والبحث، وذلك بعد 45 يوماً من اختفاء الطائرة الماليزية التي كانت في الرحلة رقم (MH370)، وهي طائرة عملاقة تابعة للخطوط الجوية الماليزية من طراز "بوينج 777". احتمال قائم ومؤسس وكان رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق قد أعلن الشهر الماضي أن الطائرة تحطمت في جنوبي المحيط الهندي، إلا أن هذه التصريحات الجديدة قد تعني نسف كل التحقيقات السابقة التي توصلت إلى أن الطائرة سقطت في تلك المنطقة. وبحسب المصادر في فريق التحقيق، فإنه "في حال عدم ظهور أية نتائج إيجابية لعمليات البحث الحالية خلال الأيام القليلة المقبلة، فربما يعاد النظر في عمليات التحقيق التي تمت حتى الآن، لكن في نفس الوقت، فإن أعمال البحث في جنوبي المحيط الهندي ستستمر". وأضافت المصادر: "احتمالية هبوط الطائرة في أي مكان آخر غير منطقة البحث الحالية يظل ممكناً، ما دمنا لم نعثر ولو على قطعة واحدة من حطام الطائرة". لكن فريق التحقيق استبعد في الوقت ذاته صحة الشائعات التي تتحدث عن أن دولة ما ربما تكون قد أخفت الطائرة على أراضيها، حيث قالت المصادر: "نظرية أن دولة محددة قد تكون قامت بإخفاء الطائرة في الوقت الذي تشارك فيه أكثر من 20 دولة في عمليات البحث عنها، تبدو سخيفة وغير قابلة للتصديق"، وتابع المصدر: "ربما يتم البحث في المكان الخطأ". ويشار إلى أن طائرة الخطوط الماليزية كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين عندما فقدت الاتصال بالأرض بصورة كاملة فجر يوم الثامن من آذار/ مارس الماضي، فيما كان على متن الرحلة 239 راكباً أغلبهم من الصينيين الذين كانوا في طريق عودتهم إلى بلادهم.