هكذا أثر حذف بعض المشاهد من فيلمي The Wolf of Wall Street، American Hustle، اللذين عُرضا في مصر مؤخرًا، على متابعة الجمهور للفيلمين، حيث تسبب حذف ما يقرب من 40 دقيقة من الفيلم الأخير، الذي تبلغ مدته الأصلية 180 دقيقة، في عدم فهم الجمهور لأحداثه وفقدان حماس المتابعة. أما الفيلم الثاني American Hustle حُذفت منه مشاهد بين الممثلة إيمي أدامز وبطل الفيلم كريستيان بيل، وكذلك مشاهد تعري للممثلة جنيفر لورانس، إلا أنها لم تؤثر على فهم الأحداث بشكل كبير كما حدث مع The Wolf of Wall Street. وفي سياق مختلف وبعيد عن المشاهد الجنسية، قام الرقيب بحذف مشهد كامل ممتد لخمسة دقائق يتم فيه تعذيب البطل في فيلم Django Unchained من بطولة جيمي فوكس وليوناردو دي كابريو. وكذلك فإن فيلم Flight للممثل دانزيل واشنطون، الذي يدور حول طيار مدمن للخمور، تم حذف الكثير من المشاهد التي يقوم البطل خلالها بالشرب أو تناول المخدرات، مما جعل الكثير من الأحداث غير مفهومة. ولاقى فيلم The Da Vinci Code بطولة توم هانكس، اعتراضات من الكنيسة حيث تظهر بعض أحداثه وقائع مخالفة للعقيدة المسيحية، على رأسها زواج السيد المسيح من مريم المجدلية، لكن الفيلم طاله مقص الرقيب في مصر لأسباب أخرى حيث تم حذف عدة مشاهد يظهر خلالها أحد الكهان ملقى على الأرض عاريًا، إلى جانب مشاهد أخرى يقف فيها عاريًا قبل العثور على جثته مقتولًا، وتم حذف المشاهد لمخالفتها للآداب العامة إلى جانب تعارضها مع صورة القساوسة التي يجب أن تقدم بشكل جيد. وإذا كان مقص الرقيب يتمحور دوره في حذف المشاهد التي تتعارض مع معايير الرقابة، إلا أن هناك أعمالًا لم تجرؤ شركات التوزيع على طلب حق عرضها من الأساس، ولم تفكر كذلك في مخاطبة الرقابة على المصنفات الفنية بهذا الشأن، لأنها تعرف موقفها من البداية كونها تتعرض لقضايا تتعارض وقيم المجتمع والشريعة الإسلامية وغيرها من العقائد، خاصة حينما تتناول تلك الأفلام موضوعًا شائكًا مثل المثلية الجنسية، كما حدث في فيلم Brokeback Mountain، الذي حصل على عدة جوائز أوسكار، لكن محتواه كان مخالفًا لقيم المجتمع.