كشفت مصادر عسكرية مالية، عن مقتل زعيم الحركة الجهادية "المرابطون" أبو بكر المصري، الذي عينه مختار بلمختار،على رأس التنظيم الذي برز إلى الوجود في أوت 2013، في عملية شنها الجيش الفرنسي شمال مالي ليلة 10 إلى 11 أفريل الماضي. وحسب ما نشره موقع إعلامي مالي، فإن العملية العسكرية نفذها الجيش الفرنسي ما بين منطقتي كيدال وتمبكتو، جنوب تيمترين، في إطار عملية سيرفال التي تهدف إلى تحرير شمال مالي من قبضة التنظيمات المسلحة التي باتت تسيطر عليه، مشيرا إلى أنها أسفرت عن مقتل سبعة عناصر إرهابية على الأقل، فيما رجح هروب الآخرين من المعارك باتجاه ليبيا. وأثار خبر مقتل زعيم "المرابطون" أبو بكر المصري، الرعب في صفوف العناصر الإرهابية المنضوية تحت لواء الحركة، الذين باتوا على يقين من خسارتهم للحرب في شمال مالي، وأن تواجدهم هناك أصبح مستحيلا، بعد إصرار الجيش الفرنسي على طردهم من هناك، خصوصا أن الحركة عرفت ضعفا في نشاطها في الفترة الأخيرة، بسبب مشاكلها وانقساماتها الداخلية، إلى جانب اعترافات عدد كبير من العناصر الجهادية السابقة من التائبين، الذين مكنوا من الكشف عن عديد المخططات التي كانت الحركة تنوي تنفيذها في المنطقة، وتمكنت أجهزة الأمن من إجهاضها. يأتي الإعلان عن مقتل أبو بكر المصري، في وقت، نفت فيه التنظيمات الإرهابية في الساحل، التصريحات التي وصفتها ب«المزعومة" للسلطات الفرنسية، التي تفيد بمقتل عدد من قيادييها في وقت سابق، كاشفة عن أن فرنسا تنتهج الحرب الدعائية لتبرير فشل جيشها في مالي، مؤكدة على أن زعماءها الذين أعلنت عن مقتلهم في الفترة الأخيرة أحياء وسيواصلون الجهاد. يذكر أن جماعة "الموقعون بالدم" التي يتزعمها مختار بلمختار المدعو "الأعور"، كانت قد انصهرت إلى جانب حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، في تنظيم جديد سمي "المرابطون"، الذي أعلن عن ميلاده في أوت 2013،الذي سعى إلى إعطاء نفس جديد للعمل الجهادي في المنطقة، قبل أن يصاب بخيبة كبيرة جراء مقتل زعيمه، الذي لم يستطع توفير الحماية له. وتلقى الإرهابي، أبو بكر المصري، تكوينا مسلحا في باكستان، قبل أن يخوض الحرب في أفغانستان، ثم العراق، إلى جانب تنظيم القاعدة، هذا الأخير الذي قام بإرساله إلى مصر، ليشرف على بناء نظام جهادي هناك، وتعرف على مختار بلمختار في ليبيا، ورافقه إلى شمال مالي في مارس 2012، ويعرف المصري، بأنه متخصص في إطلاق النار على الطائرات، وصناعة القنابل التقليدية والأحزمة الناسفة، حيث تسببت العديد من صناعاته للأسف، في مقتل العديد من الماليين، خلال العامين الماضيين، كما ذكر اسمه أيضا في العديد من الحالات الموثقة من التشويه والتعذيب وكذا الاغتصاب ارتكبها جنود تحت إمرته، التي وصفت ببشاعتها خصوصا ضد النساء. مصرع هذا القائد الدموي، الذي برز كشخصية رئيسية في الحركة الجهادية الدولية، يمكن أن يوجه ضربة قاضية للحركة في منطقة الساحل، وهروب مختار بلمختار إلى ليبيا، في محاولة لإعادة تنظيم الصفوف، دليل على ذلك.