خلفت أول محاضرة لمدير المركز العربي التركي للدراسات صباح أمس، أمام المشاركين في الجامعة الصيفية لحمس بتلمسان، جدلا واسعا بعدما تكهن بسقوط حزب العدالة والتنمية وخروجه من السلطة بعد نحو 3 سنوات، مما أثار انتقادات المتدخلين وردود المحاضر إضافة إلى توضيحات الدكتور عبد الرزاق مقري رئيس الجامعة الصيفية. وتوقع المدير المركز العربي التركي للدراسات أن يغادر حزب أردوغان السلطة بعد 3 سنوات، واستند الدكتور محمد العادل الذي ألقى محاضرة أمام جمع غفير من مناضلي حمس والمدعوين بجامعة أبو بكر بلقايد صباح أمس، إلى جملة من المعطيات لخّصها في ضعف القوة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بتركيا والتي لا تتعدى ال 25 بالمائة رغم حصولها على 45 بالمائة من الأصوات خلال عهدتين. كما اعتبر تواجد أي حزب سياسي في الحكم لعهدتين متتاليتين مقدمة لسقوطه، مستندا في ذلك إلى تورط العشرات من كوادر الحزب في قضايا الفساد بتركيا، إضافة إلى بروز البرجوازية في تركيا من محيط الحزب. وبلغة جريئة قال الدكتور محمد العادل خلال نفس المحاضرة التي أثارت الكثير من التعاليق والجدل، إن حزب العدالة والتنمية جاء إلى السلطة في تركيا نتيجة فساد وفشل الأحزاب العلمانية وغرقها في الفساد، معتبرا أن مجيء حزب العدالة والتنمية للسلطة سيمهد الطريق أمام عودة أحزاب الإيديولوجيات بعدما أرسى القوانين والتشريعات لذلك في بلد تتقطع أطرافه بين الشرق والغرب، كما توقع الباحث التركي ذو الأصول العربية أن يختفي حزب العدالة والتنمية بعد 3 أو 4 سنوات. هذه المحاضرة كان لها وقع كبير بين المشاركين في الجامعة الصيفية، كما أنها غيرت من نكهة الجدل والنقاش على خلفية أن الأمر يتعلق بحزب كبير ينتمي لبلد يدافع عن القضية الفلسطينية هو حزب أردوغان الذي كسر الحصار على غزة وحمل القضية الفلسطينية في وقت عجزت فيه الأنظمة العربية عن ذلك. هذه الخلفية حركت مشاعر المتدخلين الذي وجهوا تساؤلات للمحاضر بشأن الأسس الموضوعية التي استند إليها في طرحه المثير للجدل، لكن ردود الدكتور محمد العادل كانت واقعية عندما أشار في البداية إلى أن حزب العدالة والتنمية غير إسلامي وهو التوضيح الذي أعاد التذكير به رئيس الجامعة الدكتور عبد الرزاق مقري، عندما أشار إلى تصريح أردوغان بألمانيا حيث نفى صفة الحزب الإسلامي عن العدالة والتنمية. كما أشار المحاضر إلى المناخ الجيوسياسي لتركيا الذي يختلف بشكل جذري عما هو عليه في باقي البلدان الإسلامية، فتركيا تتقاطع مع عالمين الأول إسلامي والثاني غربي أوروبي. وبلغة أخرى وجه الدكتور محمد العادل نصيحته لحركة مجتمع السلم وللحكومات والأحزاب العربية والإسلامية بأن تنظر إلى كافة الأطياف السياسية من منظور الانفتاح على الرأي الآخر وعلى الطرف الآخر من المعادلة السياسية. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور محمد العادل إضافة إلى كونه مدير المركز العربي التركي للدراسات، فقد تولى رئاسة الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون وهو أحد أبرز ضيوف الجامعة الصيفية لحمس بتلمسان.