وضعت اللجنة المكلفة بتحضير الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني آخر اللمسات المتعلقة بتنظيم هذا الحدث الفكري والسياسي بعد أن استكملت إعداد البرنامج النهائي للمحاضرات وكذلك أشغال الورشات، وهو ما اتضح من خلال التعليمة التي وجهتها القيادة إلى أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية تحدد فيها بوضوح شروط المشاركة في أشغال الجامعة والتي جاء من بينها أن يكون المشاركون في مستوى استيعاب مواضيع المحاضرات وكذلك المساهمة في إثراء النقاش طيلة يومين من هذا الحدث الهام بالنسبة للحزب العتيد. ع.طاهير يبدو أن قيادة حزب جبهة التحرير الوطني حريصة على إعطاء أشغال الجامعة الصيفية لهذه السنة بعدها الأكاديمي الفكري والسياسي على السواء وذلك من خلال الشروط والمقاييس التي تم تحديدها بالنسبة للمناضلين الذين سيشاركون في هذا الموعد المقرر يومي 24 و25 من شهر أوت الجاري، ومن ذلك "أن يؤخذ بعين الاعتبار القدرة في استيعاب مواضيع المحاضرات، والمساهمة في إثراء النقاش في الورشات العلمية والفكرية". بل إن قيادة الأفلان حددت بوضوح عدد المشاركين عن كل محافظة وهو ما أشارت إليه التعليمة التي حملت توقيع الأمين العام بالنيابة صالح قوجيل الذي أسندت له المهمة بالنظر إلى المهام الدبلوماسية الموكلة للأمين العام عبد العزيز بلخادم المتواجد خارج الوطن ممثلا لرئيس الجمهورية، وهي التعليمة التي جاء فيها التأكيد بأنه "لقد تم تحديد عدد المشاركين عن كل محافظة بخمسة عشر مناضلا". وزيادة على هذا فإن قيادة الحزب اشترطت كذلك أن يكون من ضمن المناضلين الذين سيقع الاختيار عليهم مناضلتان، مما يشير إلى أن مقياس تعزيز مكانة ودور المرأة داخل الحزب قد تم أخذه في الحسبان خاصة بعد المواثيق الأخيرة التي صدرت عن الحزب والتي كانت بدايتها من التشريعيات والمحليات الأخيرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن التعليمة الخاصة بالجامعة الصيفية تضمنت نقطة لا تقل أهمية عن سابقاتها وهي أن يكون المناضلون المشاركون في هذا الموعد على قدر كبير من التكوين والتأطير بما يسمح لهم ب "استيعاب المواضيع". وجاء في التعليمة أيضا ضرورة أن يكون المناضلون الذين كلف أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية باختيارهم، في مستوى تبليغ كل التفاصيل التي جرت خلال يومين من النقاش المستفيض ونقلها إلى المستوى المحلي بما يخدم مصلحة الحزب ورهاناتها في المرحلة المقبلة، ولم تحدد التعليمة ذاتها الآلية التي سيتم اعتمادها في هذا الإطار للتبليغ، وقد حمّلت القيادة أمناء المحافظات مسؤولية اتخاذ التدابير اللازمة من أجل المساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الفكرية والسياسية وكذلك العمل على توفير شروط النجاح بالحضور والتأطير والانضباط. إلى ذلك تضمنت التعليمة المشار إليها قيمة الاشتراك الواجب دفعه لكل مناضل يشارك في أشغال الجامعة الصيفية التي استقر الرأي على انعقادها تحت شعار "الجامعة الجزائرية: تحولات وآفاق"، وهي القيمة التي حددت ب 3000 دينار يشرف أمين المحافظة أو رئيس اللجنة الانتقالية بجمعها على أن ترسل هذه المساهمات المالية مرفوقة بقائمة المشاركين إلى المصالح المالية بالجهاز المركزي، كما أبلغت القيادة بأن قائمة المشاركين لصفة نهائية لدى اللجنة الدائمة المكلفة بالتكوين في تاريخ أقصاه 20 من الشهر الحالي لاعتبارات تنظيمية على أن يكون استقبال المشاركين ابتداء من تاريخ 23 أوت بجامعة سعد دحلب بالبليدة التي ستحتضن فعاليات الجامعة الصيفية. وبالموازاة مع ذلك تم الانتهاء من تحديد مواضيع المحاضرات التي ستلقى خلال أشغال الجامعة الصيفية، حيث ستكون المحاضرة الأولى بعنوان "الجامعة.. مرفق عام وخدمة عمومية" من إلقاء الدكتور مسعود شيهوب نائب الأفلان ورئيس لجنة الشؤون القانونية بالمجلس الشعبي الوطني، بالإضافة إلى محاضرات حل واقع التعليم العالي بالجزائر ومسيرته سيلقيها أساتذة وجامعيون على غرار الدكتور عبد القادر فخار عن كلية العلوم القانونية بجامعة الجزائر وكذلك الدكتور عبد الله بوخلخال رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية. ومن ضمن خمس عشرة محاضرة مقرة في البرنامج سيلقي الدكتور العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية مداخلة حول "الطريق نحو مجتمع المعرفة في الجزائر"، بالإضافة إلى مداخلة بعنوان "الجامعة الجزائرية أمام تحديات العولمة ومجتمع المعرفة" سيلقيها الدكتور محمد غلام الله، ومحاضرة أخرى عن "جامعة التكوين المتواصل والرؤية المستقبلية" للدكتور عبد الحجار لمنور، كما أدرجت مداخلة حول "دور الجامعة في الارتقاء الرياضة" للدكتور عبد اليمين بوداود. وسيحاضر الدكتور محند برقوق أيضا عن "جامعات التفوق..دراسة مقارنة بين ماليزيا وأستراليا"، وسيأتي الدور بعدها للدكتور الداوي الشيخ لتناول الشق الاقتصادي من خلال محاضرة حول "الاستثمار في رأس المال البشري في تحقيق التنمية"، وهناك في البرنامج مداخلة بعنوان "المدارس العليا، أقطاب الامتياز: أنماط من التعليم العالي" للدكتور منير خالد براح مدير وأستاذ المدرسة العليا متعددة التقنيات. وبدوره سيتناول الدكتور حسين شرحبيل بالتفصيل "إسهام المدرسة الوطنية للإدارة في تكوين أخلاقيات الخدمة العمومية"، كما سيحاضر الدكتور بن حفيظ مدير وأستاذ بالمدرسة العليا للري عن "أقطاب الامتياز..نموذج المدرسة العليا للري"، بالإضافة إلى محاضرة عن واقع العولمة وهجرة الكفاءات.." من إلقاء الدكتور عيسى قادري وأخيرا محاضرة للدكتور يحيى راشدي حول "أهمية البحث العلمي في التنمية الاقتصادية".