تحتضن دار الثقافة بغليزان اليوم وغدا، الملتقى الدّولي الثّاني الشيخ العلامة مصطفى الرّماصي "مدرسة مازونة الفقهية الجزائرية"، الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وذلك بمشاركة ضيوف من بلدان عربية. وتهدف التظاهرة إلى التعرف على حاضرة مازونة بغليزان كعاصمة دولة مغراوة الأمازيغية في القرن الثاني الهجري وبعضهم يعتبرها الإمارة الإسلامية الأولى قبل الرستميين بتيهرت والأهم هو توضيح للأجيال كيف أن مدرسة مازونة كان لها تأثير في الفقه وتكوين القضاة طيلة خمسة قرون قبل العهد التركي إلى الخمسينات من القرن الماضي. وجاء في الورقة العلمية للملتقى أن حاضرة مازونة العلمية تعد "مدرسة اجتهادية لها أثرها البارز في بعث الحركة الاجتهادية الفقهية، وكانت علاقتها بالحواضر العلمية الأخرى مثل مجاجة، شلف، والقلعة، غليزان، وتلمسان وفاس علاقة تأثّر وتأثير، فمدينة مازونة، تعدّ موطن قبيلة مغراوة الامازيغية، والتي كانت قبلة كثير من الأسر الأندلسية التي هربت من بطش الصليبيين؛ حيث بنى أحد المهاجرين الأندلسيين وهو محمد بن الشارف البولداوي (ت 1065ه) مدرسة للتعليم اشتهرت في الغرب الجزائري؛كما اشتهر حفيده محمد بن علي بوطالب (ت 1233 ه) بقيادته لرباط ومقاومة الإسبان". وتخرج من هذه المدرسة الفقيه أبو عمران موسى بن عيسى المازوني "ت ق 9 ه"؛ له فتاوى فقهية وكتاب الرائق في تدريب الناشئ من القضاة وأهل الوثائق، وابنه أبو زكريا يحيى بن موسى المازوني "ت 883 ه"؛ الذي درس بتلمسان وتولى القضاء بها ودفن بها؛ وألف الديوان الفقهي العظيم"الدرر المكنونة في نوازل مازونة"؛ ولا ننسى أن الحافظ أبي راس الناصري قد تخرج من مازونة والشيخ مصطفى الرماصي، ومحمد بن علي السنوسي وعدة بن غلام الله ومحمد بن حوا وحفيد صاحب الدرر محمد الصادق الحميسي القاضي في العهد التركي. كما أن خريجي هذه المدرسة تولوّا القضاء والوظائف الشرعية بشرق المملكة المغربية وريفها، وكان استظهار إجازة هذه المدرسة يكسب التقدير والاحترام والاعتراف العلمي لصاحبها.