تحتضن ولاية غليزان، على مدار اليومين القادمين، فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول الثّاني الشيخ العلامة مصطفى الرّماصي، والذي سيسلط فيه المشاركون الضوء على ”مدرسة مازونة الفقهية الجزائرية”. وحسب ما أشار له القائمون على الحدث فإن هذا الملتقى يأتي تطبيقا لتوصيات الملتقى الوطني الأول حول الشيخ مصطفى الرماصي، ولحرص وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وولاية غليزان والباحثين والمشايخ على ترسيم هذه التظاهرة سنويا باسم الفقيه الجزائري مصطفى الرماصي. ونظرا للأهمية العلمية والتاريخية والوطنية لحاضرة مازونة ومعاهدها العلمية وتأثير منهجها الفقهي على فقهاء الجزائر والمغاربة، ولفت انتباه الشباب الجزائري إلى تراثهم، تقرر تخصيص تظاهرة هذا العام لحاضرة مازونة وعلاقتها بالحواضر العلمية الأخرى. وتعد حاضرة مازونة العلمية مدرسة اجتهادية لها أثرها البارز في بعث الحركة الاجتهادية الفقهية، وكانت علاقتها بالحواضر العلمية الأخرى مثل مجاجة (شلف) والقلعة (غليزان) وتلمسان وفاس علاقة تأثّر وتأثير. كما أنّ مدينة مازونة تعدّ موطن قبيلة مغراوة الأمازيغية، والتي كانت قبلة كثير من الأسر الأندلسية التي هربت من بطش الصليبيين؛ حيث بنى أحد المهاجرين الأندلسيين وهو محمد بن الشارف البولداوي مدرسة للتعليم اشتهرت في الغرب الجزائري؛ كما اشتهر حفيده محمد بن علي بوطالب بقيادته لرباط ومقاومة الإسبان. تخرج من هذه المدرسة الفقيه أبو عمران موسى بن عيسى المازوني، له فتاوى فقهية وكتاب الرائق في تدريب الناشئ من القضاة وأهل الوثائق، وابنه أبو زكريا يحيى بن موسى المازوني، الذي درس بتلمسان وتولى القضاء بها ودفن بها؛ وألف الديوان الفقهي العظيم”الدرر المكنونة في نوازل مازونة”؛ ولا ننسى أن الحافظ أبي راس الناصري قد تخرج من مازونة وكذا الشيخ مصطفى الرماصي، ومحمد بن علي السنوسي وعدة بن غلام الله ومحمد بن حواو حفيد صاحب الدرر محمد الصادق الحميسي القاضي في العهد التركي، كما أن خريجي هذه المدرسة تولوّا القضاء والوظائف الشرعية بشرق المملكة المغربية وريفها، وكان استظهار إجازة هذه المدرسة يكسب التقدير والاحترام والاعتراف العلمي لصاحبها.