مطلب حل المجلس يفجّر معارك طاحنة بين "ممثلي" الشعب فجّر مطلب حل البرلمان وتنظيم تشريعيات مسبقة، ملاسنات ومواجهات كلامية، تخللها سب وشتم وقذف وتبادل للاتهامات بين نواب جبهة التحرير الوطني ونواب حزب العمال، تخللتها مشادات بالأيدي بين نائبين أحدهما عن الأفلان والآخر عن حزب العمال، مما حول الجلسة الثانية المخصصة لمناقشة مخطط عمل حكومة عبد المالك سلال أمس إلى معركة بين نواب الحزبين، كادت تنتهي بعنف جسدي بسبب مداخلة للنائبة نادية شويتم عن حزب لويزة حنون، التي طالبت فيها بتنظيم تشريعيات مسبقة مؤكدة أن حزبها لن يقحم نفسه في "القذف والبلطجة السياسية والغباء السياسي"، وهي التصريحات التي استفزت نواب الأفلان الذين يعارضون فكرة حل البرلمان، حيث وقفوا وبدأوا بالضرب على الطاولات تنديدا بتصريحات النائبة شويتم، متسببين في صخب وضوضاء عارمة، داخل المجلس الشعبي الوطني قبل أن يتدخل رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة لإعادة الكلمة لها. تفاصيل الوقائع تعود إلى تهجم نواب كتلة حزب جبهة التحرير الوطني بلهجة القذف والشتم، في رده على التصريحات التي صدرت عن بعض الأحزاب والأطراف التي عبرت عن موقفها السياسي المتمثل في المطالبة بتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة في إطار الإصلاح السياسي، وكان على ولد خليفة التدخل ليطلب من هؤلاء الكف عن الشتم والقذف والتجريح والتحلي بالآداء السياسي وأخلاقياته واحترام الموضوع محل المناقشة، الأمر الذي دفع النائبة نادية شويتم عن حزب العمال إلى إعلان الحرب عليهم وإمطارهم بوابل من التهم والشتائم، حيث وصفت تصريحات وتهجمات نواب الأفلان بالبلطجة السياسية وعبرت عن رفض نواب حزب العمال المشاركة في جدل وصفته بأنه يتميز بالقذف والغباء السياسي، الأمر الذي استفز نواب الأغلبية الذين انتفضوا وقاموا برد فعل قوي، بالوقوف والضرب على الطاولات. واتهمت النائبة شويتم في تصريحات أدلت بها للصحافة، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني بتحريض نوابه من خلال تقديم توجيهات لهم بمهاجمة نواب حزب العمال خلال الجلسات المخصصة لمناقشة مخطط عمل الحكومة، بعد مطالبتهم بحل البرلمان وتنظيم تشريعيات مسبقة. وسارع نواب المجموعة البرلمانية لحزب العمال إلى إصدار بيان يعلنون فيه عن حدوث تجاوزات خطيرة في المجلس الشعبي الوطني تخللت النقاش العام حول مخطط الحكومة في الجلسة العلنية استهدفت كتلة حزب العمال. وحمّل نواب حزب العمال ولد خليفة مسؤولية ما حدث باعتباره المسؤول الأول عن حفظ النظام العام والانضباط داخل القاعة، متهمة إياه بالتحيز والوقوف إلى جانب نواب الأفلان ودعمهم، مؤكدين أن هذده الأحداث العنيفة والخطيرة المسجلة جرت تحت أنظار رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي كان يترأس الجلسة. كما نددوا بعملية "القص" التي تعرضت لها مداخلة زميلتهم نادية شويتم عبر التلفزيون الجزائري العمومي، معتبرين ذلك سابقة خطيرة وواحدة من ممارسات الحزب الواحد وأنه مساس بالحصانة البرلمانية. غير أن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني الطاهر خاوة. نفى في تصريحات للصحافة اتهامات النائب شويتم، مؤكدا أن الأمين العام للأفلان عمار سعداني لم يوجه أي تعليمات لنواب الحزب بمهاجمة نواب حزب العمال، مؤكدا أن ما حدث في جلسة أول أمس، سببه أن مداخلة شويتم خرجت عن النص بعد أن تهجمت على نواب جبهة التحرير مستعملة ألفاظ "بذيئة" على غرار "المستوى المنحط" و"الغباء السياسي" و"المال الفاسد" و"الشكارة"، وهو ما اضطر نواب الأفلان إلى الرد على هذا "العنف" والدفاع عن أنفسهم.