قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس غداة مغادرته الجزائر، إن قاضي التحقيق الفرنسي مارك تريديفيك المكلف في قضية الرهبان الذين اغتالتهم جماعة إرهابية عام 1996 في منطقة تيبحيرين بولاية المدية سيعود خلال الأيام القليلة القادمة إلى الجزائر من أجل استكمال مهمته. وقال فابيوس في حوار مع إذاعة "فرانس أنتر" الفرنسية إن "القاضي تريديفيك يمكن أن يتوجه إلى الجزائر خلال الأيام المقبلة"، حيث تناقش حول موضوع مهمته بالجزائر مع كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، ولم يجد ما يحول دون عودته إلى الجزائر لاستكمال التحقيقات التي يجريها حول الرهبان المغتالين. وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي على عكس الجو الذي ساد خلال الأيام الماضية عندما أعلن القاضي تريديفيك أن السلطات الجزائرية رفضت دخوله إليها، ونفى وزير العدل الجزائري الطيب لوح هذا الأمر، وأكد أن السلطات الجزائرية والفرنسية على اتصال وتفاهم حول القضية، كما هو الأمر مع القاضيين الجزائري والفرنسي المتابعين لهذا الموضوع. وغالبا ما يستثمر الإعلام الفرنسي أي تعطل في إجراءات التحقيق المتعلقة بقضية تيبحيرين في العودة إلى ممارسة دعاية ضد الجزائر، مستغلا ما حصل للرهبان السبعة في الليلة ما بين 26 و 27 مارس 1996، بالرغم من اعتراف قياديين من الجماعة الإسلامية المسلحة أنها هي من تقف خلف المجزرة التي قاموا خلالها بفصل رؤوس الرهبان عن أجسادهم ورميها على قارعة الطريق بوسط إحدى الغابات.