يعتبر قطاع النقل أهم تحد تواجهه السلطات بولاية وهران خلال تحضيرات موسم الاصطياف الذي جندت له إمكانات ضخمة لإنجاحه ومحافظة الولاية على صدارة الولايات الأكثر استقطابا للسياح بعد أن احتلت المرتبة الأولى العام الماضي، حيث توافد إليها أزيد من 11 مليون زائر. فالفوضى السائدة في قطاع النقل أصبحت ترهن نجاح موسم الاصطياف المقبل، حيث لم تتمكن السلطات لحد الآن من ضبط مخطط نقل ينهي الحالة المزرية التي يشهدها النقل حاليا، فمخطط النقل الجديد الذي كان يفترض إطلاقه مع دخول ترامواي وهران حيز الخدمة ما زال مصيره مجهولا بعد التصريحات المتتالية لوالي وهران ومدير النقل لولاية وهران بقرب تطبيقه والشروع في تنظيم حركة المرور من جديد، فالأخير كان قد صرح قبل أربعة أشهر أنه تم تكليف مؤسسة يابانية بإعداد مخطط النقل الجديد وأن المشروع في آخر لمساته، مؤكدا أنه سيتم تطبيقه في الشهر الموالي "مارس الماضي"، غير أن ذلك لم يحدث مما جعل وضعية النقل تزداد سوءا، خاصة وسط المدينة، حيث يحصل كثيرا أن تعبر شاحنات كبيرة شوارع رئيسة مثل شارع العربي بن مهيدي وشارع محمد خميستي اللذين يشهدان اختناقا مروريا حادا، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى مداخل المدينة ومخارجها، فخطوط النقل أصبحت هي الأخرى تشهد فوضى عارمة بسبب نقاط التوقف العشوائية بعد أن تغيرت الكثير من النقاط بسبب مسار الترامواي، حيث إن إطلاق مخطط النقل الجديد أصبح أكثر من ضرورة لإعادة تنظيم نقاط التوقف والخطوط التي تحتاج بعضها إلى تغيير في مساراتها وإلغاء أخرى على غرار خطي 34 و"إي" الرابطين بين السانيا ومدينة وهران، حيث إنهما خطان يشتغلان على نفس المسار وهو ما يتسبب في اختناق مروري حاد يشهده الخط المذكور بشكل يومي. والأمر لا يكاد يختلف بالنسبة إلى خطوط النقل شبه الحضري، فسكان البلديات الشرقية لوهران على غرار مرسى الحجاج وقديل وأرزيو وجهوا نداء عاجلا للمسؤولين بالمديرية الولائية للنقل من أجل التدخل العاجل وإيجاد حل للفوضى السائدة بخطوط النقل بالمنطقة، حيث تأزمت مع اقتراب موسم الاصطياف مشاكل النقل على مستوى العديد من البلديات الشرقية، وهو الأمر الذي يدخل سكان هذه المناطق في حالة من القلق والاستياء، بسبب الدخول في معاناة طويلة بحثا عن وسيلة نقل تنقلهم من بلدية لأخرى في ظل الفوضى الكبيرة التي تشهدها الكثير من الخطوط، وهو الوضع الذي لمسناه على مستوى عديد البلديات الشرقية على غرار مرسى الحجاج بطيوة، أرزيو، حاسي مفسوخ وكذا قديل، حيث أبدى الكثير من المواطنين المقيمين بهذه البلديات، استياءهم الكبير من الوضعية التي يتخبط فيها قطاع النقل بهذه المناطق، وهذا نتيجة دخول المواطنين والكثير من مستعملي هذه الخطوط في رحلة بحث عن وسيلة نقل تقلهم من بلدية لأخرى، وهو ما يجبرهم على الانتظار مدة طويلة في المحطات من أجل قدوم حافلة، في الوقت الذي يضطر فيه الكثيرون إلى استعمال حافلات ممتلئة عن آخرها، وهو الأمر الذي يحدث في الخطوط التي تربط أرزيو وبلدية قديل، وهذا بسبب النقص الكبير في عدد الحافلات. وإن كانت بعض الخطوط تعاني من نقص الحافلات، فإن عددا من الخطوط يشتكي أصحابها من النقص الكبير في عدد مستعملي هذه الخطوط، وهو ما جعل هؤلاء الناقلين يضطرون للبقاء ساعات في المحطة، وهو الحال الذي ينطبق على الناقلين الذين ينشطون على مستوى خط بطيوة-قديل الذين أصبحوا مهددين بالإفلاس بسبب النقص الكبير في عدد مستعملي هذا الخط.