تعيش بلدية مرسى الحجاج التابعة إداريا لدائرة بطيوة، أزمة نقل خانقة، وهذا قبل انطلاق موسم الاصطياف بأسبوع واحد، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول تأثير هذه الأزمة على نجاح موسم الاصطياف . فبالرغم من أن البلدية ستعرف انطلاقة موسم الاصطياف من شواطئها، إلا أن أزمة النقل لا زالت تصنع الحدث بها، وهي الأزمة التي تزيد حدتها مع اقتراب موسم الاصطياف، إذ يشهد الخط الرابط بين بطيوة ومرسى الحجاج، نقصا فادحا في عدد وسائل النقل، سواء تعلق الأمر بالحافلات، أو حتى سيارات الأجرة، هذه الأزمة وقفت عليها "الوطني"، مع نهاية الأسبوع الجاري، خاصة وأنها الفترة التي عادة ما تشهد حركية، باعتبار أن الكثير من العائلات ترغب في الاستمتاع بالعطلة، خاصة على مستوى شواطئ البلدية، أين عبر الكثير من المواطنين خاصة المقيمين بالبلدية عن تذمرهم الشديد من النقص الفادح في وسائل النقل، خاصة خلال فترة الصباح الباكر والمساء أيضا، وهذا انطلاقا من الساعة الخامسة مساءا، أين يصبح العثور على وسيلة نقل من الأمور المستحيلة، وهذا على مستوى محطة نقل المسافرين للحافلات ببطيوة، التي تصبح في هذا الوقت خالية، بل إن الدخول إليها بعد هذا الوقت يصبح خطرا، كون أن المحطة تقع في مكان معزول، ويغيب فيه الأمن، وهو ما يجعل الكثير من المسافرين يضطرون للانتظار في محطة نقل سيارات الأجرة الواقعة في وسط البلدية، والتي تنعدم هي الأخرى فيها سيارات الأجرة، خاصة تلك المتعلقة بخط بطيوة مرسى الحجاج، وفي هذه المحطة، بالذات رصدت "الوطني"، رأي بعض المواطنين الذين كانوا ينتظرون في هذه المحطة وهذا في حدود السابعة مساءا، أين أكدت سيدة تقيم ببلدية مرسى الحجاج، وتعمل بجامعة السانيا، بأنها تعاني منذ سبع سنوات من مشكلة النقل كونها تصل إلى بلدية بطيوة في ساعة متقدمة من المساء، أين تضطر للانتظار لأكثر من ساعة كاملة في المحطة، وغالبا ما تضطر للجوء إلى سيارات الكلونديستان، مؤكدة على أنها أصبحت معرضة للخطر في كل مرة، من جهة أخرى بعض الشباب والذين معظمهم من العمال والطلبة أكدوا بأنهم اعتادوا على أزمة النقل التي تشهدها البلدية، متسائلين عن سبب العزلة التي توجد فيها هذه البلدية الساحلية، وان كان سكان البلدية قد اعتادوا تقريبا على هذه الأزمة في وسائل النقل إلا أن الزائر لهذه المنطقة غالبا ما يصطدم بالواقع المر خاصة السياح الذين يقصدونها خلال موسم الاصطياف، إذ أن هذه الأزمة تظهر بشكل كبير في هذه الفترة . من جهتهم الناقلون العاملون على مستوى هذا الخط والذي يعتبر عددهم غير كافي، فقد تباينت واختلفت آراءهم حول أسباب عدم العمل في المساء، فقد أكد بعض الناقلين بأن فترة المساء غالبا ما تشهد ندرة تامة في عدد المسافرين، وهو ما يجبرهم على مغادرة العمل باكرا تجنبا للانتظار لعدة ساعات، في حين أكد البعض الآخر بأنه خلال هذه الفترة مرتبط بالعمل مع الشركات المتعاقد معها لنقل العمال. أما عن سائقي سيارات الأجرة والذين أصبح عددهم جد محدود في هذا الخط ، فقد برر البعض منهم عزوفه عن العمل خلال هذه الفترة خاصة، بالخوف من حدوث أية اعتداءات على اعتبار أن الكثير من سائقي سيارات الأجرة تعرضوا في الفترة الأخيرة أثناء عملهم في أوقات متأخرة أو حتى في الصباح الباكر للإعتداءات، وهو ما وقع لسائق سيارة أجرة الذي سرقت منه سيارته، وتعرض لاعتداء، أجبر من خلالها على التوقف عن العمل نهائيا، وهو ما أجبر الكثير من سائقي سيارات الأجرة على التوقف عن العمل باكرا، في حين أن بعض السائقين يفضلون العمل مع العائلات وهذا كون أن الربح في هذه الخطوط ضعيف. هذا ويبقى سكان البلدية يصارعون أزمة النقل هذه، خاصة وأن موسم الاصطياف على الأبواب، وهذا بالرغم من البرامج التي سطرتها السلطات المحلية من أجل القضاء على المشكل، في مقدمتها محطة النقل الكبرى التي ينتظر أن تستفيد منها البلدية، وهي المحطة التي تقع على مستوى الطريق الوطني رقم11، وينتظر أن تقصدها خطوط النقل الرابطة بين مستغانم ووهران، إلا أن هذا المشروع لا زال لم ينطلق بعد، وهو ما يعني أن أزمة النقل هذه ستظهر مجددا خلال فصل الصيف، ما يطرح العديد من التساؤلات حول كيف ستتعامل السلطات المحلية مع هذا المشكل خلال موسم الاصطياف هذا، خاصة وأن السلطات المحلية كانت قد وعدت بالقضاء على هذا المشكل، من خلال توفير حافلات ومحطات أخرى، غير أن الواقع لا يعكس ذلك تماما، فبالرغم من أن البلدية قد قامت بالعديد من أشغال التهيئة تحضيرا لهذا الموسم، إلا أن أزمة النقل ستكون بلا شك النقطة السوداء وبلا منازع.