أساتذة الفيزياء والرياضيات في مقدمة المحتجين هدد الأساتذة المشرفون على تصحيح أوراق امتحان شهادة البكالوريا، بمقاطعة العملية في حال لم تتخذ وزارة التربية الوطنية الإجراءات اللازمة لمراجعة التسعيرة المحددة لتصحيح الورقة الواحدة، وهو ما قد يدفع إلى تأجيل الإعلان عن النتائج الرسمية في حال نفذ الأساتذة تهديدهم. طالب الأساتذة المشرفون على تصحيح أوراق البكالوريا لدورة جوان 2014، خاصة المواد العلمية، بضرورة مراجعة احتساب ثمن تصحيح أوراق الامتحان، خاصة تلك المتعلقة بمادة الفيزياء والعلوم الطبيعية، وبرر الأساتذة مطلبهم الموجه للوزارة الوصية وللديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بالأعباء الكبيرة التي تقع على الأساتذة المصححين لأوراق الشعب العلمية، معتبرين أن هناك "لا مساواة" في تثمين الورقة بين الشعب العلمية والأدبية، موضحين أن الشعب التقنية والعلمية تتطلب مجهودا ووقتا أكبر بالنظر إلى عدد الأوراق بالنسبة إلى طالب واحد، حيث إنهم يختلفون في عدد الصفحات، مما يعني أن مجهود الأساتذة يختلف تماما، وهو ما يتطلب -حسب الأساتذة- إعادة النظر في التسعيرة المعتمدة من طرف الوزارة والديوان، معتبرين أن وضع تسعيرة واحدة في تصحيح أوراق الشعب الأدبية والعلمية والتقنية "مجحف". وأوضح بعض الأساتذة، أن تصحيح أوراق امتحان مادتي الفيزياء والعلوم الطبيعية في شهادة البكالوريا متعب وشاق، مشيرين إلى أن بعض التلاميذ الممتحنين لجأوا إلى استعمال قرابة 3 أوراق مزدوجة، بينما يجد مصححو أوراق الشعب العلمية أنفسهم أمام ورقة امتحان واحدة، مما يعني أنهم ينهون عملية التصحيح في يومين أو ثلاثة، في الوقت الذي يتطلب وقتا وجهدا كبيرا بالنسبة إلى الأساتذة المشرفين على تصحيح أوراق امتحان الشعب التقنية والعلمية. وعليه، فقد هدد بعض الأساتذة القائمين على عملية تصحيح أوراق امتحان الشعب العلمية والتقنية في شهادة البكالوريا، بأن عدم تحرك وزارة التربية الوطنية والديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، سيضطرهم لمقاطعة عملية التصحيح، مطالبين باعتماد معيار وزن الورقة كثمن مرجعي. للإشارة، فإن معدل التصحيح لكل أستاذ يمثل لجنتين، تضم كل لجنة 160 ورقة. كما أن عملية صب النقاط تراقب 40 مرة قبل إرسالها إلى المركز الوطني للإعلان عن النتائج لتفادي الوقوع في أية أخطاء، حيث أوضح للأمين العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، مصطفى بن زمران، أن عملية التصحيح انطلقت عبر 57 مركزا، يشارك فيها 34 ألف أستاذ، على أن يدون التصحيح النموذجي يومي 15 و16 جوان الماضي، يتحاور خلالها رؤساء لجان التصحيح لكل المواد مع أساتذة المواد حول الإجابات النموذجية المقدمة من طرف الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، علما أن المركز سيفتح يوم 26 جوان الجاري لدمج ملفات الإعلام الآلي وسحب محاضر الناجحين والراسبين والشهادات المؤقتة للبكالوريا، على أن تعلن النتائج بتاريخ 6 جويلية، مؤكدا أن كل ورقة تصحح إجباريا مرتين وتحال على التصحيح الثالث من طرف أساتذة آخرين إذا كان الفارق بين التصحيح الأول والثاني 5 نقاط للمواد التقنية والعلمية، وأكثر من 4 نقاط للمواد الأدبية، علما أن عملية التصحيح ستدوم من 17 إلى 26 جوان الجاري، وطمأن الديوان المترشحين أن أوراقهم ستصصح بكل تأن، مؤكدا أن الديوان أقصى من عملية التصحيح أوراق المترشحين الذين تورطوا في الغش والبالغ عددهم 560 مترشحا عبر الوطن.